أنهى المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، أول أمس الأربعاء، زيارته إلى المنطقة عائدا إلى واشنطن دون أن يتمكن من الإعلان عن اتفاق على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.شباب من الضفة الغربية يواجهون ييوميا قوات الاحتلال (أ ف ب) ولكن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي، قال إن الجانبين حققا تقدما باتجاه استئناف هذه المفاوضات بعد لقاء ميتشل بكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إن ميتشل عقد لقاء جيدا ومثمرا مع نتنياهو في القدس، غداة لقاء جدي وإيجابي مع عباس في رام الله. كما التقى ميتشل وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك. وبعد لقاء ميتشل وعباس في رام الله أعلن مسؤولون فلسطينيون أن تقدما أحرز باتجاه إطلاق المفاوضات المباشرة. لكن القيادة الفلسطينية تمسكت بمطالبتها بتحقيق شروطها قبل العودة إلى المفاوضات المباشرة، خصوصا الوقف التام للاستيطان بما في ذلك في القدسالشرقيةالمحتلة وتحديد مرجعية للمفاوضات حول الحدود بناء على قرارات الشرعية الدولية، بالعودة إلى حدود 1967. كما يطالب الفلسطينيون بتحديد مهلة قصوى للاتفاق على باقي القضايا الرئيسية للنزاع لا تتجاوز 24 شهرا. ووافق الفلسطينيون في ماي الماضي، بعد تردد، على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، بعد أشهر من الضغوط مارستها اللجنة الرباعية للشرق الأوسط التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. ولكنهم رفضوا طلب اللجنة الرباعية بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة قبل وقف الاستيطان والحصول على ضمانات بشأن الحدود. وهذه المفاوضات متوقفة منذ الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة نهاية 2008. كما اعتبر الفلسطينيون أن المفاوضات غير المباشرة أسفرت عن تقدم طفيف ليس إلا. وكرر نتنياهو الدعوة إلى مفاوضات مباشرة، لكن قلة من الفلسطينيين يؤمنون بأن حكومته اليمينية مستعدة للانسحاب من الضفة الغربية أو القدسالشرقيةالمحتلة التي أعلنتها إسرائيل عاصمة أبدية وموحدة لها في 1980. وقال كراولي، إنه ما يزال يلزم العمل لتحديد كيفية تقدم المفاوضات قبل الاتفاق على استئنافها. وأضاف: أنا أكيد انه ستجري مشاورات في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال الأيام المقبلة، مضيفا إن نائب ميتشل ديفيد هيل بقي في المنطقة للتشاور مع الطرفين بعد مغادرة ميتشل. وقال كراولي: نعمل على بعض التفاصيل المحددة وإذا تمكنا من حلها، نعتقد أننا سنتغلب على ما تبقى من تردد. وأضاف إن هذه التفاصيل تشمل أين ومتى ستستأنف المفاوضات المباشرة ومن سيشارك فيها. وقال: ولكننا نفكر كذلك في كيف ستتطور المفاوضات، وما هي توقعاتنا بشأن الجدول الزمني وما هي الانجازات التي نأمل تحقيقها خلال هذه المرحلة الاولى من التفاوض. وتابع: سيصدر على الأرجح بيان تأييد من اللجنة الرباعية خلال الأيام المقبلة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن تقارير محلية أن ميتشل عرض على نتنياهو صيغة فلسطينية جديدة تنص على بدء المفاوضات المباشرة على أساس البيان الذي أصدرته اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط في 19 من شهر مارس الماضي. وينص البيان على وجوب إقامة دولة فلسطينية في أعقاب مفاوضات تستمر 24 شهرا، وأن تنهي إقامة الدولة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي، منذ عام 1967. ويؤكد البيان أنه يتعين على إسرائيل تجميد البناء في المستوطنات بشكل تام وتجنب هدم منازل فلسطينية في القدسالشرقية. ونقلت التقارير الإسرائيلية عن مسؤول كبير أن نتنياهو أوضح لميتشل أن هذه الشروط الفلسطينية تعد محاولة أخرى لوضع شروط مسبقة.