سلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل "رسائل عن الممارسات الاسرائيلية"، وذلك في اول لقاء بينهما منذ انطلاق مفاوضات السلام غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، كما افاد مسؤول فلسطيني. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الرئاسة برام الله اثر اللقاء، ان عباس سلم ميتشل "رسائل حول الممارسات الاسرائيلية على الارض". واضاف "قدمنا للجانب الاميركي رسائل تعلقت بمجمل الاوضاع على الارض منها جرائم قتل في الضفة الغربية وقطاع غزة من جيش الاحتلال ضد ابناء شعبنا الفلسطيني". واوضح عريقات ان الرسائل شملت ايضا "التصريحات الاسرائيلية الاستفزازية الكثيرة في الايام الماضية"، مشددا في الوقت عينه على ان "الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية حريصون كل الحرص على انجاح مهمة ميتشل". ولفت عريقات الى ان "مباحثاتنا مع ميتشل تدور حول جميع قضايا الوضع النهائي ونركز على قضيتي الحدود والامن في مرحلة الاربعة اشهر من المباحثات التقريبية وصولا الى اقامة دولتين، دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية". وبحسب اتفاقية اوسلو عام 1993 فان قضايا الوضع النهائي هي الحدود والامن والقدس واللاجئين والاستيطان والمياه، واضيفت اليها في مؤتمر انابوليس الذي عقد في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 قرب واشنطن قضية الاسرى. وقال عريقات "اننا نتباحث مع الاميركيين ولم ولن نسأل ماذا يدور باجتماعاتهم مع الاسرائيليين". واضاف "نأمل ان يتم استغلال كل الوقت خلال مدة الاربعة اشهر في المحادثات التقريبية وان يلزم الجانب الاميركي اسرائيل بوقف اي اجراءات استفزازية". من جهة اخرى اوضح عريقات لوكالة فرانس برس انه سيعقد مع المبعوث الاميركي اليوم اجتماعا ثنائيا في القدس "لاستكمال المباحثات التي تمت بين عباس وميتشل". وستستمر المفاوضات غير المباشرة، التي بدأت في التاسع من ايار/مايو في اجواء تسودها الشكوك، اربعة اشهر يقوم خلالها ميتشل برحلات مكوكية بين القدس ورام الله وواشنطن. وقد التقى ميتشل مساء الثلاثاء وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في تل ابيب، على ان يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الخميس. وتسعى الولاياتالمتحدة منذ اشهر الى احياء عملية السلام المتوقفة منذ كانون الاول/ديسمبر 2008 على اثر الهجوم الاسرائيلي على حركة حماس في قطاع غزة. لكن المفاوضات غير المباشرة سرعان ما تعثرت بمسألة المستوطنات اليهودية، اذ ترفض اسرائيل الالتزام بتجميد الاستطيان في القدسالشرقيةالمحتلة. وقد شهدت انطلاقة متعثرة في آذار/مارس، عندما عمد الفلسطينيون الى سحب موافقتهم التي كانوا قد اعطوها لاستئناف المفاوضات بعد اعلان اسرائيل مشروع بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة رامات شلومو في القدسالشرقيةالمحتلة.