أحال، أخيرا، القسم القضائي بالمفوضية الجهوية للشرطة بسيدي بنور، مشتبها به، في حالة اعتقال، على الوكيل العام باستئنافية الجديدة..وكان البحث جاريا في حقه، لضلوعه في تكوين عصابة إجرامية، متخصصة في سرقة الأسلاك الكهربائية، وكان اسمه ورد في مسطرة مرجعية، كانت الضابطة القضائية أحالت بموجبها 6 أظناء، هم ميلود، وعبد المجيد، وبوشعيب، وامحمد، وأحمد، ورضوان، على النيابة العامة لدى محكمة الدرجة الثانية. فيما مازال البحث جاريا في حق متورطين آخرين، يوجدون في حالة فرار. وحسب الوقائع، فإن عناصر مصلحة الشرطة القضائية كانت انتقلت، بناء على إخبارية، إلى دوار القرية المتاخم لمدينة سيدي بنور، واعتقلت المشتبه به المدعو رشيد، بعد فرار دام حوالي 3 سنوات، واقتادته إلى المصلحة الأمنية، إذ وضعته تحت تدبير الحراسة النظرية، بعد إشعار الوكيل العام. وبتنقيطه بقسم المحفوظات المحلية، وعلى الناظمة الإلكترونية، تبين أن المتهم، من مواليد 1984، بجماعة ساني بركيك، الخاضعة لقيادة الغنادرة، عازب ودون مهنة، من ذوي السوابق العدلية، وكان مطلوبا للمصلحة الأمنية بسيدي بنور، بمقتضى برقية بحث صادرة على الصعيد الوطني. وأبانت التحريات أنه كان قضى عقوبة سالبة للحرية بالسجن، مدتها سنة، إثر تورطه في عمليات سرقة بالعنف، وتحت التهديد بالسلاح الأبيض، بمعية شريك يدعى ميلود، كان يتاجر في المتلاشيات بالأسواق القروية الأسبوعية. وما إن عانق سماء الحرية، حتى عاد إلى نشاطاته الإجرامية، بعد أن أقنعه شريكه ميلود، هذه المرة، بالتعاطي لسرقة الأسلاك الكهربائية، المصنوعة من مادة النحاس، لما تدره هذه المادة من مداخيل مهمة. وشكلا عصابة إجرامية، ضمت المدعوين عبد المجيد وبوشعيب، قريبي ميلود، وعادل، وقريبه امحمد، والشقيقين بوحيى وعبد الإله، وأحمد، وعهد بمهمة التأطير لبوشعيب. وشرع أفراد العصابة في تنفيذ عمليات السرقة، التي استهدفت الأسلاك الكهربائية النحاسية، بأحياء وتجمعات سكنية بسيدي بنور، وخارج مدارها الحضري، بعد أن تقاسموا الأدوار في ما بينهم، بناء على خطة محكمة، وضعها مؤطر العصابة، الذي تكلف بتأمين نقل أفرادها، على متن عربته من نوع "بيك آب"، وبتدبير كميات النحاس المحصل عليها من السرقات، بمعية المدعو أحمد، الذي يتوفر على سيارة خفيفة من نوع "رونو 25". وفي ساعة متأخرة من إحدى ليالي رمضان، نفذ رشيد أول عملية سرقة، مع باقي أفراد العصابة. إذ ركبوا على متن سيارة المدعو أحمد، وتوجهوا إلى تجزئة المستقبل، على مقربة من حمام السايسي. وأعاد السائق سيارة"رونو 25"، إلى حي الفتح، وركنها أمام منزل والديه، ورجع الفاعلون سيرا على الأقدام، دون إثارة الانتباه، إلى المكان المستهدف بتجزئة المستقبل، وصعد ميلود إلى قمة عمود كهربائي من الإسمنت، وقام بقطع ثلاثة أسلاك كهربائية من النحاس، بواسطة مقص كبير الحجم، وانفصلت الأسلاك من الجهة الأولى، ونزل ميلود وصعد، بسرعة فائقة، إلى قمة العمود المجاور، وقص بالطريقة نفسها الأسلاك الكهربائية، التي كانت مشدودة. وبعد أن سقطت على الأرض، جرها رشيد، بمعية أفراد المجموعة الإجرامية، إلى مكان في الخلاء، مجاور لدوار العبدي، ولفوها بطريقة محكمة، ووضعوها في السيارة، واحتفظوا بها إلى غاية صباح اليوم الموالي. وتكلف ميلود ببيعها، وسلم لكل فرد من العصابة مبلغا ماليا قدره 300 درهم، كنصيب متحصل عليه من المبيعات. وإلى جانب أفراد المجموعة، نفذ رشيد عملية سرقة ثانية، واستهدفت، في ساعة متأخرة من الليل، وبالطريق نفسها، أعمدة كهربائية، مثبتة في تجزئة أرض الخير، بسيدي بنور، وتحديدا على مقربة من حقول زراعية. وتمكنوا من سرقة خمسة أسلاك كهربائية من عمودين، ثم ثلاثة أسلاك أخرى، بدورها مشدودة إلى عمودين. وتكلف عبد المجيد بصعود الأعمدة الإسمنتية، واستعان بمقص من الحجم الكبير، لقطع الحبال الكهربائية، التي جرى لفها، ووضعها في سيارة "رونو 25"، وباعها المدعو بوشعيب لأحد الأشخاص، وحصل كل فرد من العصابة على 500 درهم. ولم يقف رشيد عند هذا الحد، بل إنه نفذ عمليات أخرى، بمعية مع أفراد العصابة، واستهدفت ليلا، مكان العملية الأولى، بتجزئة المستقبل. واستولوا، عبر 3 مراحل، على مجموعة من الأسلاك الكهربائية، وجرى نقلها ووضعها في سيارة المدعو أحمد، وجرى الاحتفاظ بها داخلها. ومباشرة بعد ذلك، انتقل المتهمون، على متن سيارة "رونو 25"، إلى حي بام، وتحديدا إلى شارع امكالة. وكعادته، تكلف المدعو عبد المجيد بتسلق الأعمدة الكهربائية ، وقطع الحبال النحاسية. وباعها المدعو بوشعيب، وسلم كل فرد مبلغ 800 درهم.