استقبل مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، ظهر أول أمس الثلاثاء، جثة شاب في مقتبل العمر، لفظها البحر على الشاطئ، وتحديدا قبالة مخيم الاصطياف التابع للمكتب الوطني لتدبير الموانئ.وأدرجت السلطات الأمنية والصحية الهالك في سجل الوفيات بمستشفى محمد الخامس، تحت هوية مجهولة. وحسب المعاينة التي أجرتها الضابطة القضائية لدى الدائرة الأمنية الثالثة، وعناصر الشرطة العلمية والتقنية، ومسرح الجريمة، فإن الجثة التي عثر عليها، في حدود الثانية والنصف بعد ظهر أول أمس الثلاثاء، كانت في حالة تحلل، وفقدت جميع ملامحها، خاصة ملامح الوجه، ما يفيد أن الوفاة تعود، حسب مصدر أمني، إلى أسبوع تقريبا. وكان الضحية يرتدي "شورط"، ما يرجح فرضية الوفاة غرقا. وبينما كان المحققون يباشرون التحريات، وأخذ بصمات الهالك، لإرسالها إلى المختبر العلمي، التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، لتحديد هوية صاحبها، تقدم شخص يتحدر من مدينة مراكش، لتسجيل بلاغ من أجل البحث عن شقيق له، يدعى (م. ي)، من مواليد 1979، عازب، ودون مهنة، وكان حل الأربعاء 14 يوليوز الجاري بالجديدة، قادما من مراكش، واكترى غرفة بدرب البركاوي، ومنذ ذلك التاريخ انقطع الاتصال به. وحل الشقيق الأحد الماضي، للبحث عن أخيه، وأكد له مالك الغرفة، أن المكتري لم يظهر له أثر، منذ أول يوم له. وبناء على هذه المعطيات، انتقلت عناصر الضابطة القضائية، إلى مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس، وتعرف شقيق الهالك على جثة أخيه، الذي كان يحمل علامات مميزة في جسده. تجدر الإشارة إلى أن السلطات الأمنية والمحلية، كانت انتشلت مساء الاثنين الماضي، جثة شخص في عقده الثالث، كانت تطفو على سطح البحر، خلف السور الصخري لميناء الجديدة. وكان الهالك وضع حدا لحياته، بعد أن ربط رجله اليسرى بحبل، وشده إلى صخرة، وارتمى إلى أعماق البحر، حيث قبعت الجثة لأزيد من 24 ساعة. وكان يعاني قيد حياته مرضا عقليا واضطرابات نفسية، إذ هدد عدة مرات بالانتحار.