أعلنت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (إيساف) مقتل أحد جنودها في أفغانستان، ما يرفع عدد القتلى في صفوفها إلى عشرة جنود خلال 24 ساعة. وقالت القوة التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) إن الجندي قتل في جنوبأفغانستان دون أن تعطي إيضاحات إضافية. وكانت إيساف أعلنت، أمس الثلاثاء، مقتل تسعة من جنودها أغلبهم من الأميركيين في حوادث متفرقة بأفغانستان. وذكر الحلف أن أربعة من جنوده هم ثلاثة أستراليين وأميركي قتلوا وأصيب سبعة آخرون في سقوط طائرة مروحية عسكرية في ولاية قندهار. كما قتل جنديان من الحلف الأطلسي -أحدهما أميركي والآخر كندي- في انفجارين منفصلين بالجنوب الذي يعد معقلا لحركة طالبان. وفي حوادث أخرى، قتل جندي في هجوم شنه مسلحون بأسلحة خفيفة في جنوبأفغانستان، كما قتل جنديان آخران في انفجار عبوة ناسفة وضعت على جانب الطريق في شرق أفغانستان، حسب بيان لقوة إيساف. وصرح متحدث باسم الحلف الأطلسي بأن الجنود الثلاثة الأخيرين جميعهم من الأميركيين. من جهة أخرى، لقي جندي بريطاني حتفه متأثرا بجروح أصيب بها قبل تسعة أيام، ما يرفع عدد الخسائر البريطانية في أفغانستان إلى 300 قتيل منذ الغزو عام 2001. ووصل عدد القتلى في صفوف القوات الأجنبية إلى 284 منذ مطلع العام الجاري حسب إحصائية لوكالة الصحافة الفرنسية. وتشهد هجمات حركة طالبان منذ 2005 توسعا، وينتهي كل عام برقم قياسي جديد من الخسائر في أرواح المدنيين والقوات الأجنبية. من جهته، أقر وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، بان الهجوم الذي تشنه القوات الدولية على مسلحي حركة طالبان في أفغانستان "صعب" ويترافق مع "خسائر كبيرة" في الأرواح لكنه رغم كل شيء يحرز تقدما. وقال في مقابلة مع تلفزيون "فوكس نيوز"ٌنها "عملية صعبة ونتكبد خسائر كبيرة كما كنا نتوقع". لكنه أضاف "المهم أننا نحرز تقدما، ولكن بوتيرة ابطأ مما كان متوقعا (...) وهذا بالطبع يثير قلقنا". وسئل عن تصريحات أدلى بها الجنرال، ستانلي ماكريستال، القائد الأعلى الأميركي لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان أخيرا وقال فيها إن العمليات تتقدم ببطء اكبر بسبب الصعوبات على الأرض، فقال غيتس "اعتقد أن الوضع يوصف بسلبية مبالغ بها". وتابع "اعتقد أيضا انه في رسالته إلى وزراء الحلف الأطلسي (في العاشر من يونيو) قال ماكريستال انه واثق من قدرته على أن يثبت بحلول ديسمبر انه لا يطبق الاستراتيجية المناسبة فحسب بل أيضا إننا نحرز تقدما". وأوضح أن "هذه الاستراتيجية تطبق منذ أربعة أو خمسة أشهر فقط" بمشاركة قسم من التعزيزات فقط، مذكرا بان "الرئيس قال إننا سننتظر حتى ديسمبر قبل تقييم النتائج". وأضاف "اعتقد أن هناك تسرعا في إصدار الأحكام" حول الوضع وبصراحة، إننا ننسى أننا في منتصف الطريق فقط لتطبيق جميع عناصر (الاستراتيجية)". وقال أيضا إن "الجيش الأفغاني يفترض أن يكون بالتأكيد مستعدا لتولي مسؤوليات أساسية على الصعيد الأمني في بعض المناطق الأفغانية بحلول سنة اعتبارا من تموز/يوليو" 2011 التاريخ المقرر لبدء انسحاب القوات الأميركية من هذا البلد. لكن غيتس نفى تلميحات بان القوات الأميركية ستغادر أفغانستان بأعداد كبيرة في ذلك التاريخ وقال لشبكة "فوكس نيوز" إن "هذا لم يتقرر إطلاقا". وكان نائب الرئيس جو بايدن المتحفظ سابقا على استراتيجية تعزيز القوات في أفغانستان قال بحسب ما ورد في كتاب لجوناثان آلتر صدر أخيرا "سوف تشهدون في يوليوز 2011 خروج عدد كبير من العناصر (من أفغانستان)، أؤكد لكم ذلك". وامتنع كبير موظفي البيت الأبيض رام ايمانويل عن نفي كلام بايدن في مقابلة أجرتها معه شبكة "ايه بي سي"، لكنه لفت مثل غيتس إلى أن حجم الانسحاب سيتوقف على الظروف الأمنية. وقال "الكل يعرف أن هناك تاريخا ثابتا. وهذا التاريخ الثابت هو تاريخ يتعلق بالتعزيزات، بالعناصر 30 ألفا الإضافية". وقالت ديان فينستاين رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ إن حركة طالبان تسيطر أو تنشط في 40" من الأراضي الأفغانية وان النزاع "ينتشر" مشيرة إلى قيام مجموعات من المتمردين بحشد قواتهم وأموالهم. وحذرت من انه "إذا فقدنا أفغانستان، فستكون باكستان التالية. وهذا ما ينذر بالشر لان باكستان (قوة) نووية". كما قال ريتشارد لوغار السناتور الجمهوري النافذ إن "التخلي" عن أفغانستان ليس الحل. وقال "اعتقد انه سيتحتم على الرئيس إعادة تحديد الخطة، وسيترتب عليه اتخاذ قرار عندما يحين الوقت".