سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأنفلونزا موسمية في المناطق المعتدلة لكنها مرض معد على مدار العام في المناطق الإستوائية تحالف يضم 33 بلدا يعمل على تحسين مراقبة تفشي الإنفلونزا في أفريقيا
في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية أن ما يزيد على 214 بلدا وإقليما أكدت وقوع حالات إصابة بإنفلونزا وبائية من سلالة H1N1 وعن وفاة لا أقل من 18,156 شخصا، التقى ممثلون عن 33 بلدا أفريقيا للمرة الأولى في المغرب لمناقشة أثر هذا الداء على تلك القارة. ورعت الأممالمتحدة الإجتماع الذي دارت أعماله في مدينة مراكش يومي 3 و4 يونيو وضم كذلك مشاركين فنيين من الأممالمتحدة ومؤسسات مثل المراكز القومية لضبط الأمراض والوقاية منها، والمؤسسات القومية للصحة ( http://www.nih.gov/ )، ومركز فوغارتي الدولي ( http://www.fic.nih.gov/ )، ومؤسسة GDZ الألمانية للتعاون الفني، ومؤسسة ميريو، ومعهد باستور الدولي وبرنامج التكنولوجيا المناسبة في الصحة. وأجمع الحضور على أن من المهم دراسة الإنفلونزا في المناطق الإستوائية في أفريقيا في الغالب لأن خصائص هذا الداء تختلف في تلك المناطق عن خصائصه في المناطق المعتدلة من الأرض مثل أوروبا والولايات المتحدة حيث يتخذ شكل مرض موسمي وينتشر خلال أشهر الشتاء الباردة. أما في المناطق الإستوائية، وفقا لما جاء في دراسة أعدها بيتر باليس وزملاء له من كلية "جبل سيناء" الطبية في نيويورك في العام 2007، فإن الإنفلونزا تتفشى بين الناس على مدار العام مع اشتداد أعراضها خلال مواسم الأمطار. ويجهل الباحثون لماذا تكون الإنفلونزا موسمية في مناطق معتدلة بينما تنتشر طوال العام في مناطق إستوائية. وصرحت سيلفي برياند رئيسة برنامج الإنفلونزا العالمي في منظمة الصحة العالمية لموقع أميركا دوت غوف بأن "وباء الإنفلونزا في أفريقيا له نمط شديد الإختلاف عن ما في بقية العالم. مثال ذلك أن سلالة H1N1 بلغت غرب أفريقيا في وقت متأخر جدا من تفشي الوباء، وفي مطلع العام الحالي فقط. ويبدو أن وطأته تتفاوت كثيرا من بلد إلى آخر؛ لهذا اعتبرنا أن من المناسب لنا أن نلتقي لنتحقق من سلوك داء الإنفلزنزا في أفريقيا وما يمكن أن نعمل بخصوصه." رصد الإنفلونزا تعتبر فيروسات الإنفلونزا جراثيم ميكروبية هامة مسببة للمرض كما أن أمراضا معدية للقصبة الهوائية متصلة بالإنفلونزا مثل الإلتهاب الرئوي هي من المسببات الرئيسية للوفاة في أفريقيا وبوجه خاص في أوساط الصغار. وحتى يوم 6 يونيو الجاري، طبقا لمنظمة الصحة العالمية، واصل وباء الإنفلونزا الإنتشار على نطاق واسع في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ولكن بمعدلات متدنية في غربي القارة لا سيما في غانا. وأفاد آخر التقارير الأسبوعية المتوفرة للمعلومات أن نسبة 13 في المئة من عينات التنفس سلالة H1N1 في غانا كما تم اكتشاف أعداد اصغر من فيروسات H3N2 الموسمية في كينيا وتنزانيا منذ نهاية ايار/مايو. ومع انتشار الوباء تدريجيا حول العالم بعد اكتشافه في نيسان/أبريل 2009 جمعت منظمة الصحة العالمية من دول متطورة بيانات بصورة روتينية عن الإنفلونزا وغيره من أمراض الجهاز التنفسي. وكان ورود مثل هذه البيانات أصعب من بلدان نامية التي غالبا ما تنقصها الموارد أو القدرات لرصد أمراض معدية. ويشار إلى أن "لدى الدول الصناعية أنظمة خفر مما يعني أنه يجري اتخاذ عينات في مواقع جغرافية من عاملي الصحة العامة ممن يمثل مرضاهم شريحة معينة من السكان،" بحسب ما ذكرت برياند التي اضافت أن "مواقع الخفر هذه تبلّغ عن أمراض شبيهة بالإنفلزنزا وتطلب عينات مثلا من كل عاشر مريض عملا بنوع من الاستراتيجية لرصد الفيروسات المنتشرة." ويواكب رصد المرضى كذلك رصد لأمراض خطيرة على أجهزة التنفس في المستشفيات لتبيان عدد الأمراض الخطيرة الشبيهة بالإنفلزنزا. وتقول برياند، أما في البلدان النامية حيث تمتلك المدن الكبرى دون سواها مختبرات يمكنها أن تكتشف أمراضا مشابهة للإنفلونزا "فإننا نحاول تطوير إستراتيجيات جديدة مثل ما في مدغشقر حيث يبلغ عن الحالات بواسطة الهواتف الجوالة." وأضافت قولها "إنهم يقومون بفحص عدد محدود من المرضى لكنهم يبلغون بصورة موسعة عن أمراض مشابهة للإنفلونزا ويرفقون الرصد بفحوص عاجلة." والفحوص العاجلة لا تكون دقيقة مثل نتائج الفحوص المختبرية لكنها تستخدم فقط لأغراض المسح وليس لتقرير حاجة شخص للعلاج. ولفتت برياند الانتباه إلى أن "أعراض الإنفلونزا ليست محددة الخصائص، لذلك يمكن الخلط بينها وبين الكثير من أمراض الجهاز التنفسي. وكثير من حالات الإنفلزنزا تكشف عن حمى فقط لكن في البلدان الإستوائية هناك مسببات كثيرة للحمى؛ فهناك مرض الضنك (أبو الرّكب) والملاريا وعدد من الأمراض المعدية التي تكون الحمى بوادر أعراضها." كما أن في الكثير من البلدان الإستوائية من العسير معرفة إذا كان المريض مصابا بالإنفلونزا في غياب مختبر للتثبت من التشخيص. تحالف أفريقيا للإنفلزنزا في مدينة مراكش بحث ممثلون على مستوى رفيع من وزارات الصحة في دول أفريقيا وممثلون لشركاء صحيين ومنظمات دولية إستراتيجيات وحددوا أولويات مثل أية معلومات ضرورية للمسح وكيفية جمع البيانات الصحية. وقالت برياند عن ذلك: " علمنا أن وضع الوباء دفع ببلدان إلى جمع كميات من البيانات تزيد أكثر بكثير عما تفعله في العادة بخصوص أمراض جهاز التنفس. لذا فإن استعراض ما حصل في العام الماضي قد يعطينا فهما أفضل عن داء الإنفلزنزا في افريقيا." ويسعى التحالف غير الرسمي لاستقطاب شركاء، وفي نهاية المطاف ينوي تأسيس منبر أساسه شبكة الإنترنت حيث يمكن لبلدان افريقية وغيرها أن تتبادل معلومات ومعطيات وتفيد من خبرات بعضها البعض. وختمت برياند حديثها مع موقع أميركا دوت غوف بالقول: "أولا، سننشر خريطة طريق تحدد الأولويات ثم سنستفهم من شركائنا عما ينوون عمله في كل مجال عمل. ولربما في العام القادم قد نعقد لقاء آخر لرصد التقدم. والغاية الرئيسية هي تأسيس منبر للبحث بين مختلف المعنيين ولتعزيز التعاون النشط".