أجلت المحكمة الابتدائية بسلا، الجمعة الماضي، مواصلة مناقشة ملف مدير مؤسسة "إشراق" الخيرية بسلا إلى 2 يوليوز المقبل، بعد أن طلب دفاع المتهم مهلة من هيئة المحكمة، للاطلاع على القانون الأساسي لجمعية "ماتقيش ولدي"، المنتصبة طرفا مدنيا في تهمة اغتصاب. وكانت الجمعية تقدمت، ماي 2009، بشكاية إلى الوكيل العام للملك، تفيد أن مجموعة من الفتيات تعرضن لاغتصاب من طرف مدير الخيرية. وكانت مصادر "المغربية" أكدت أن جهات حاولت إقبار الملف، لكن الجمعية قالت إنها وقفت بالمرصاد ضد هذه الجهات، واعتقل "م.س"، من مواليد 1955، مدير خيرية "إشراق" بالمدينة القديمة بسلا، من طرف أمن سلا، من أجل تعميق البحث معه على خلفية شكاية إلى الوكيل العام للملك من طرف نجية أديب، رئيسة جمعية "ما تقيش اولادي"، حول تعرض نزيلات بالخيرية المذكورة لتحرش جنسي من قبل المدير المعتقل. وقالت الجمعية، في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، إنها "فوجئت بإطلاق سراح المتهم، بعد اللجوء إلى غرفة المشورة، وعدم إحالته على غرفة الجنايات، بعد تكييف القضية إلى تحرش جنسي وتحريض على الفساد، رغم توفر الجمعية على رسائل تحمل تصريحات مجموعة من الضحايا، وعلى تسجيل صوت وصورة لتصريحاتهن". وتساءل البلاغ ذاته عن "التعاطف، الذي تبديه الكثير من الأطراف مع المتهم، في حين يجري تناسي الفتيات اللواتي كن ضحايا لأفعاله الإجرامية، وتوزيعهن عبر مختلف الخيريات بمدن أخرى، مثل الخميسات، وبن سليمان"، كما تساءل البلاغ عن "الأسباب الكامنة وراء إطلاق سراح المتهم، رغم خطورة أفعاله في حق قاصرات لاجئات إلى الخيرية، هروبا من غدر الزمان". وتلتمس الجمعية الحكم بعدم الاختصاص، وإحالة الملف على غرفة الجنايات، مع "محاكمة عادلة، تعيد للفتيات، ضحايا المدير، كرامتهن، وثقتهن في أنفسهن، وفي العدالة". وتعود وقائع القضية، حسب أديب، زيارتها لامرأة روسية الجنسية، تدرس اللغة الإنجليزية بخيرية "إشراق" بسلا، وأخبرتها أنها لاحظت بكاء تلميذات بشكل مستمر، وحين سألتهن عن السبب، لم تستطع فهمهن بسبب إتقانهن اللغة الإنجليزية، لتطلب منهن كتابة مشكلهن باللغة العربية. وكانت أديب، رئيسة جمعية "ما تقيش أولادي"، قالت ل"المغربية" إن النزيلات كشفن، من خلال كتاباتهن وأقوالهن المأخوذة بالصوت والصورة عن تعرضهن للتحرش الجنسي من قبل الرئيس المذكور، موضحة أنها قدمت تلك الوثائق إلى الوكيل العام، لكن الدعوى لم تحرك إلا بعد عودتها من سفر إلى لبنان.