أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه على استعداد للمثول أمام لجنة تحقيق بشأن الهجوم، الذي شنته البحرية الإسرائيلية على "أسطول الحرية" الذي كان في طريقه إلى قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط تسعة قتلى جميعهم من الأتراك، أحدهم يحمل الجنسية الأميركية.عباس وأوباما في البيت الأبيض (أ ف ب) إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية شدد، في كلمة له، على أنه لن يقبل إلا بنتيجة تحقيق يجريه الجيش الإسرائيلي، كما شدد على أن يشمل التحقيق الدولي، في حالة إجرائه، كشف كافة الحقائق المتعلقة بهذا الأسطول، الذي اعتبر، في وقت سابق، أنه "لم يكن لأغراض إنسانية". وقال نتنياهو"إنني، ووزير الدفاع إيهود باراك، والوزراء، ورئيس أركان الجيش غابي أشكينازي، جميعنا مستعدون للمثول أمام لجنة التحقيق، وتقديم كل الحقائق"، إلا أنه شدد على قوله إن "الكيان الوحيد الذي يمكنه إجراء تحقيق يشمل جنودنا هو فقط الجيش الإسرائيلي". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله إن "إسرائيل تتشاور مع جهات دولية حول مسالة تشكيل لجنة، ستؤدي إلى كشف الحقيقة عن قافلة السفن الدولية". وأضاف "مستعدون للمثول أمام اللجنة لتقديم الحقائق، بشرط أن توجه أسئلة واضحة، تلقي الضوء على من يقف وراء المتطرفين، الذين كانوا على ظهر السفينة مرمرة؟.. ومن قام بإيفادهم وبتمويلهم؟.. وكيف وصلت الأسلحة إلى السفن؟.. ولمن كانت مرسلة الأموال التي نقلت نقداً إلى قطاع غزة"؟ من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أن بلاده ستقدم 400 مليون دولار كدعم إضافي لمساعدة الفلسطينيين في الضفة وغزة، مشيرة إلى أنها تعمل مع إسرائيل على تخفيف حصار الأخيرة لغزة. وجاء إعلان أوباما بعد محادثات أجراها مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، في البيت الأبيض. وستخصص هذه الأموال لإقامة مشاريع إسكان وبناء مدارس ومياه ورعاية صحية وتنمية اقتصادية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، الخاضع لسلطة حماس. ووصف أوباما الأوضاع في غزة بأنها "لا تحتمل"، موضحاً أن بلاده ستعمل مع حلفائها الأوروبيين ومصر وإسرائيل للتوصل إلى "إطار عمل جديد" في ما يخص الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وقال أوباما "نحن متفقون مع الإسرائيليين في منع وصول أسلحة إلى غزة"، غير أنه أردف قائلاً إنه ثمة حاجة ل"آلية جديدة" للسماح بدخول مزيد من البضائع والمواد إلى القطاع، مكرراً القول إن حلاً دائماً ينبغي أن يشتمل على إقامة دولة فلسطينية بجانب إسرائيل آمنة. من جانبه، وصف عباس، في مؤتمر صحافي مشترك مع أوباما في البيت الأبيض، المساعدة الأميركية بإشارة إيجابية، داعياً إلى إنهاء الحصار عن غزة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية. وقال عباس "نحن أجرينا محادثات هامة جداً حول العملية السياسية، وحول مجريات الأحداث التي جرت مؤخراً بالنسبة لقطاع غزة"، مضيفاً "إننا نقدر تقديراً عالياً الجهد الذي تبذله معنا الولاياتالمتحدة والرئيس باراك أوباما حول تطوير الوضع الفلسطيني الاقتصادي والأمني والذي وصل إلى صورة مرضية، إلا إننا مصممون على الاستمرار بجهودنا لتحقيق التقدم المطلوب". وأكد عباس استمرار العملية السياسية "في أقرب فرصة ممكنة" وعدم تخليه عنها "لأنها مصلحتنا، مصلحتنا أن يكون هناك سلام، مصلحة إسرائيل، وأيضا مصلحة العالم وعلى رأسه الولاياتالمتحدة". وقال رئيس السلطة الفلسطينية "كذلك تحدثنا حول فك الحصار الإسرائيلي عن الشعب الفلسطيني لفتح كل المعابر من أجل المواد الإنسانية ومواد البناء وغيرها من الأمور الضرورية لحياة هذا الشعب هناك". وحول حادثة أسطول الحرية، قال عباس "نقدر الاهتمام بلجنة التحقيق، التي تقرر أن يجري إنشاؤها من أجل التحقيق في ما جرى من أحداث مؤخرا حول ما نسميه بقافلة الحرية".