تحولت دورة يونيو لمجلس مقاطعة عين السبع بالدارالبيضاء، أمس الجمعة، إلى حلبة للملاكمة، وسوق للغو والصراخ، وعجز حسن بنعمر (من التجمع الوطني للأحرار)، رئيس المقاطعة، عن ضبط القاعة. رئيس الدائرة قبل أن يهاجم الزميل مشواري (مشواري) وعاينت "المغربية" اكتظاظ القاعة بمواطنات ومواطنين، حشدهم الرئيس وأغلبيته، وكذا مستشارو المعارضة، للدعم والمساندة، وأحيانا "الحيحة"، وخلق البلبلة والفوضى. واصطف مساندو الرئيس وأغلبيته خلف المواطنين، كما اصطف المساندون للمعارضة خلف المستشارين المعارضين، وكل طرف يصفق على "أولياء نعمته" حين التدخلات، وهم نساء ورجال الحملات الانتخابية، حضروا بقوة، للضغط، ودعم مستشاريهم. وفي جو من الخلافات، هاجم المستشار سعيد موني (من جبهة القوى الديمقراطية)، بمعية قريب من مدير "قصر الثقافة"، الذي اعتقل، أخيرا، بمقر عمله ليلا، رفقة خليلته ونقابي بالمقاطعة ذاتها، يعاقرون الخمر، (هاجما) المستشار إدريس أيت الدوش (من الأصالة والمعاصرة)، الذي نقل إلى مستشفى محمد الخامس لتلقي العلاجات، كما هاجم المستشار عبد الله الشراط شابا خارج الجلسة، ومزق ثيابه، وتحولت قاعة الاجتماع والبهو إلى حلبة للمصارعة، والتشابك بالأيدي بين المناصرين للمعارضة والأغلبية. وانتقد المستشاران هشام جبري (نائب الرئيس)، وإدريس أيت الدوش (وهما من المعارضة)، رغم أنهما كانا ضمن الأغلبية، وينتميان إلى حزب الأصالة والمعاصرة، تجربة الرئيس بنعمر، فيما غاب نائب العمدة، سفيان القرطاوي، ووكيل لائحة الأصالة والمعاصرة عن الاجتماع. أما الدستوريون ومستشارو جبهة القوى الديمقراطية، فانقسموا بين الأغلبية والمعارضة، وهم الذين دخلوا التجربة الانتخابية ببرنامج واحد، قبل أن يكيل كل واحد للآخر الاتهامات، والنقد، إذ تفرج المواطنون الحاضرون على "مهزلة" دورة يونيو، وعلى مستشاريهم، الذين تركوا مصالح المواطنين، وتفرغوا لتصفية حسابات لا علاقة لها بمشاكل السكان، رغم أن مداخلاتهم كانت تركز، في البداية والنهاية، على استحضار "مصلحة السكان". وتوقفت الدورة حين احتجاج سكان الفيلات المجاورة لقصر الثقافة، على استمرار استغلال هذا الفضاء الثقافي كقاعة للحفلات، وإزعاجهم ليلا، وطالبوا بوقف تنظيم الأعراس بها، فاضطر رئيس المقاطعة إلى أن يجتمع بممثلين عن السكان، ويستمع إلى شكواهم، ووعدهم بحل المشكل. وكان قصر الثقافة، بالاسم ، وقاعة الأعراس في الواقع، حاضرا بقوة في دورة يونيو، حين طالب مستشارون بنقاش ما وقع فيه ليلا، قبل اسبوع، حين ضبط مديره متلبسا في ليلة خمرية، في أحد مرافقه، ووزع المستشارون مقالات صحفية في الموضوع على سماسرتهم في الانتخابات، وعلى المواطنين الحاضرين. وحضر هذه الجلسة سكان "الكارينات" المتضررون، الراغبون في الاستفادة من إعادة الإسكان، أملا في أن يناقش المستشارون أوضاعهم، ويحلون مشاكلهم، واحتج سكان" كاريان الرحبة"، الذين يقطنون الخيام، منذ أن تعرض لحريق في 25 ماي الماضي، أتت النيران على 50 براكة، و6 محلات تجارية، ما جعل 28 أسرة تبيت في الشارع. كما حضر سكان "كاريان زرابة"، الذين يعانون مشكل القطار، الذي يحصد أرواح السكان هذا المجاورين للسكة الحديدية، وسكان دوار الكريمات، الذين لم يشملهم إحصاء السلطة. وطالب مستشارون السلطة، ممثلة في رئيس الدائرة، بتوفير الأمن، خاصة بعد الاشتباك الذي وقع بين مستشارين، كما تدخل المواطنون، في سابقة في دورات المجالس، لتنبيه المستشارين إلى مشاكلهم، وهناك من طلب مداخلة.