تشرع الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بمراكش، بداية الأسبوع المقبل، في محاكمة رئيس مستودع خاص بحفظ وتوزيع وقود الطائرات "الكيروزين" ونائبه، بمطار مراكش المنارة الدولي..الموجودين رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن بولمهارز، بعد إنهاء التحقيقات الأولية والتفصيلية، التي باشرها معهما قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، ومتابعتهما طبقا للدعوى العمومية، وملتمسات وكيل الملك، بتهمة خيانة الأمانة. ومن المنتظر أن تستمع هيئة المحكمة إلى مجموعة من الشهود، من ضمنهم بعض مستخدمي المستودع، وسائقي الشاحنات المكلفة بنقل مادة الكيروزين إلى مطار مراكش، والدفوعات الشكلية لدفاع المتهمين، والشركتين المطالبتين بالحق المدني، في انتظار مناقشة وقائع القضية وإصدار حكمها بعد اقتناعها بالقرائن والمعطيات والأدلة المتوفرة لديها. واستأثرت قضية اختلاس وقود الطائرات "الكيروزين" من مستودع خاص بحفظ وتوزيع المحروقات بمطار مراكش، يجري استغلاله مناصفة من طرف شركتين مغربيتين تتاجران في المواد النفطية ومشتقاتها، باهتمام الرأي العام المحلي بمراكش، وخلفت ردود أفعال متباينة في أوساط العاملين بمطار المنارة الدولي، خصوصا بعد الزيارة المفاجئة، التي قامت بها لجنة تفتيش مكونة من خبراء تابعين للشركتين المذكورتين إلى المستودع المذكور، الذي يضم مجموعة من الخزانات لحفظ وقود الكيروزين الخاص بالطائرات بمطار مراكش، للتدقيق في حسابات المخزونات، ومراقبة كمية الوقود، التي يجري جلبها من معمل تكرير البترول لاسامير بالمحمدية، التي أسفرت عن وقوف أعضاء لجنة المراقبة على عدة اختلاسات همت مادة "الكيروزين" قدرت بأزيد من 54 ألف لتر، ليجري تقديم شكاية في الموضوع بواسطة دفاع الشركتين ضد رئيس المستودع ونائبه، باعتبارهما المسؤولين الرئيسيين المكلفين بتحرير طلبات تزويد خزانات المستودع بوقود الطائرات، إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش، الذي قرر إحالتهما على المصلحة الولائية للشرطة القضائية بجامع الفنا، لتعميق البحث معهما في الاتهامات الموجهة ضدهما، والاستماع إلى أطراف القضية في محاضر قانونية، قبل إحالتهما على النيابة العامة. وكانت التحقيقات الأولية التمهيدية، التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية مع رئيس المستودع ونائبه، تنفيذا لتعليمات وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش، كشفت وجود اختلاسات في مادة الكيروزين من طرف المتهمين، اللذين كانا يشرفان على سير أعمال المستودع المذكور، منذ سنة 2004 من خلال إعادة بيعه بثمن خمسة دراهم للتر الواحد إلى أن وصل حجم الاختلاسات إلى حوالي 500 ألف لتر، أي ما يعادل مليوني درهم، بالإضافة إلى أن اكتشاف شاحنتين محملتين بمادة الكيروزين، بعد أداء قيمتهما من طرف إحدى الشركات المتخصصة في المحروقات على أساس شحن المادة المذكورة من معمل لاسامير لتكرير البترول بالمحمدية، وإفراغها بالمستودع الموجود بمطار مراكش الدولي، جرى تغيير اتجاههما إلى وجهة غير معلومة.