فوجئ تلاميذ ثانوية مولاي رشيد بتادلة، في آخر ساعة صباحية، الاثنين الماضي، بزميلتهم المسماة "ل.ك"، من مواليد 1993، تدرس بالأولى علوم تجريبية، وهي تحاول أن ترتمي من أعلى نقطة في المؤسسة، إلى الأرض. وأشارت مصادر "المغربية" إلى أن إدارة المؤسسة اتصلت برجال الشرطة الذين تأخروا في الحضور، فيما انتقل بسرعة رجال الوقاية المدنية إلى المؤسسة التعليمية. وقالت مصادر تربوية، إن محاولات تدخل التلاميذ وبعض الأساتذة لثنيها عن الارتماء، لم تكن مجدية، فوصول الوقاية المدنية، تزامن مع اللحظة ذاتها التي حاولت فيها التلميذة الانتحار، إذ رمت بنفسها من علو 14 مترا، من سقف الطابق الرابع للمؤسسة، وسقطت أرضا، ليجري نقلها على وجه السرعة بواسطة الإسعاف إلى المستشفى الجهوي ببني ملال، ومازالت بقسم الإنعاش، بعدما تأكدت إصابتها بكسور ورضوض بمختلف أنحاء جسمها، بعد الكشوفات والفحوصات التي أجريت لها. في السياق نفسه، أفادت مصادر طبية، أن التلميذة مصابة بكسر في العمود الفقري والحوض، الأمر الذي تسبب لها في شلل نصفي، لتنتهي محاولة الانتحار بمأساة. ولم تكشف الأسباب التي دفعت التلميذة إلى محاولة الانتحار، إذ باشرت المصالح الأمنية المسؤولة بتادلة، تحقيقا في الموضوع، لكشف ظروف وملابسات المحاولة، رغم أن مصادر أخرى أكدت أن التلميذة، كانت تعاني من انهيار عصبي، تجهل أسبابه. من جهة أخرى، سجلت مدينة تمارة بنواحي العاصمة الرباط، في ظرف أسبوعين، سلسلة من الانتحارات، راح ضحيتها خمسة أشخاص من بينهم فتاة قاصرة، وأثارت هذه الحوادث اهتمام الرأي المحلي، ما طرح مجموعة من علامات الاستفهام حول أسباب إقدام هؤلاء الضحايا على قتل أنفسهم سواء بالانتحار شنقا أو بتناول مواد سامة أو باعتراض سبيل القطار. وكان آخر هذه الحوادث، حالة انتحار وقعت بحي الشاطو بتمارة، السبت المنصرم، حينما أقدمت فتاة قاصرة، 18 عاما، اسمها هدى، على تناول سم الفئران، بمنزل أسرتها بحي الشاطو، ورغم المحاولات العديدة لإنقاذ حياتها ونقلها إلى المستشفى، إلا أن الإسعافات الطبية لم تنجح في إنقاذ حياتها. وشهدت مدينة تمارة، الأسبوع الماضي، إقدام شاب يبلغ من العمر 28 عاما على الانتحار "شنقا"، بمنزل أسرته بحي الوفاق، وأوضحت مصادر مقربة أن الضحية أب لطفلين، يعمل بناء، وأن التحقيق في حادث الانتحار، أسفر عن وجود خلافات زوجية أثرت على الحالة النفسية للضحية، الذي أقدم على الانتحار بشنق نفسه. وفي حادث مماثل، انتحر شاب لا يتجاوز عمره 25 عاما، مياوم، قرب محطة القطار بتمارة، إذ اعترض سبيل القطار بعد أن تجرد من جميع ملابسه، في حين، سجل حادث انتحار آخر بمنطقة المرس بالمدينة ذاتها، وحادث ثالث بحي المسيرة 2، الذي شهد حالة انتحار شخص، يعمل مستخدما، متزوج وأب لثلاثة أطفال لأسباب ظلت مجهولة، رغم فتح تحقيق في الموضوع.