تدخل 11 محطة إذاعية وطنية، وقناة تلفزيونية موضوعاتية، في السابع عشر من ماي الجاري، عامها الخامس، بعدما رخص لها من قبل الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، في التاريخ ذاته من سنة 2006.وهكذا تحتفل كل من إذاعات "هيت راديو، وكاب راديو، وشدى إف إم، وأطلنتيك، وأصوات، ومجموعة راديو بلوس، ومجموعة إم إف إم"، إلى جانب قناة "ميدي 1 سات" التلفزيونية، بعيد ميلادها الرابع، لتقف بذلك على تقييم حصيلة أدائها، من خلال الإعلان عن يوم 17 ماي من كل سنة، يوما وطنيا للإذاعات الخاصة. اختلفت الرؤى، وأحيانا توحدت حول إطلاق هذه المحطات الإعلامية الجديدة، لتحمل مجموعة من ردود الأفعال المتباينة، حول تقييم حصيلة أداء هذه المؤسسات. وعن ذلك يقول يونس بومهدي، الرئيس المدير العام لإذاعة "هيت راديو"، إن المحطات الإذاعية الجديدة، خلقت منافسة داخلية بين الإعلام السمعي البصري الوطني، رغم مجموعة من الإكراهات التي واجهتها في مرحلة إطلاقها، إلا أنها تمكنت من الصمود والتغلب عليها، لتحتل مكانة مهمة في المنظومة الإعلامية الوطنية. وأشار بومهدي، في حديث ل"المغربية" إلى أن توسيع أحواض البث والاستماع لهذه الإذاعات يشكل ثورة جديدة في الإعلام السمعي البصري الخاص بالمغرب، لأنه تمكن من تخطي مرحلة المحلية والجهوية إلى مرحلة البث الوطني، وهو ما يعكس مدى تفاعل الجمهور المغربي مع هذه القنوات الجديدة. وأضاف بومهدي أن الإذاعات الخاصة في المغرب، ساهمت في إغناء الساحة الوطنية بالعديد من الأصوات والوجوه الإعلامية الجديدة، إذ أضحت كل منشأة تتميز بوجوه خاصة بها. من جهته، اعتبر رشيد الحياك، الرئيس المدير العام لإذاعة "شدى إف إم"، ورئيس جمعية الإذاعات والتلفزيونات الخاصة بالمغرب، أن بلادنا قطعت، من خلال تحرير القطاع السمعي البصري، مجموعة من الأشواط المهمة في مجال حرية التعبير، باعتبارها من بين الدول العربية القليلة التي نهجت هذه المرحلة، مشيرا إلى أن ذلك ساهم في وضع الجمهور المغربي، أمام مجموعة من الاختيارات الإذاعية وشيئا ما التلفزيونية. واعتمدت الإذاعات الخاصة في المغرب، حسب الحياك، على أحدث التقنيات في المجال، وهو ما يبرز مدى الحركية الإعلامية والتقنية التي أدخلتها هذه المحطات على الساحة الإعلامية الوطنية. كما تمكنت هذه القنوات الجديدة، من إنشاء سوق جديدة للإشهار الإذاعي والتلفزيوني الوطني. وحول كون الإذاعات الخاصة، لم تأت بالجديد على مستوى مضمون الأداء الإعلامي الوطني، حسب مجموعة من ردود الأفعال، أشار الحياك، ل"المغربية"، إلى أن الجمهور له حق الاختيار، بين مجموعة من القنوات، وهذا ما خلقه تحرير السمعي البصري الوطني، من خلال تقديم مجموعة من البرامج الجديدة، وكذا حق اختيار بين مجموعة من القنوات. كما أكد الإعلامي ذاته، أن الإذاعات الخاصة، تمكنت من التقرب أكثر من الجمهور، باعتمادها على برامج القرب، والتخلي عن لغة الخشب، والكلاسيكية، وهو ما ساهم في تأسيس إعلام حر في المغرب، في ظرف أربع سنوات مضت، مؤكدا أن نسب الاستماع واستطلاعات الرأي هي الوحيدة التي تحكم في ما إذا تفاعل الجمهور المغربي مع هذه المحطات. مقابل ذلك، اعتبر الناقد الإعلامي، خالد بنجلون، أن تحرير القطاع السمعي البصري في المغرب، شكل فرصة أمام الجمهور المغربي لاختيار ميولاته، لكنها في الآن ذاته يجب أن تكون لائحة الاختيار المعروضة عليه، تراعي حاجياته وأذواقه، وتحترم طبيعة المناخ العام التي تميز المواطن المغربي، من خلال احترام خصوصياته وكذا مستواه الثقافي والمعرفي. ولم يخف بنجلون ل"المغربية" تأييده للمستوى المهني الذي أبانت عنه الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، من خلال متابعة ومراقبة مختلف مراحل إطلاق هذه القنوات، وهو ما يسير في سياق احترام التعددية والحرية، بالموازاة مع القيام بالمسؤولية. وخلص كريم حضري، مقدم البرامج الرياضية بإذاعة "أصوات"، أن الإذاعات الخاصة بالمغرب، رغم كل المشاكل التي واكبت انطلاقتها والانتقادات القوية التي تعرضت لها، إلا أنها أعادت روحا جديدة إلى الإعلام الإذاعي إلى الساحة، وخلقت تواصلا متينا مع المستمع، من خلال اعتماده القرب ومعالجة جل مواضيعها بطريقة بسيطة تساير الثقافة المغربية. وأضاف حضري، أنه خلال هذه الفترة القصيرة منحت الإذاعات منتوجا إذاعيا وإعلاميا متنوعا ومتميزا ساهم في تكسير الروتين، الذي طبع المذياع المغربي لعقود، وبات المستمع المغربي أمام أكثر من محطة إذاعية كلها تتنافس من أجل إرضائه، وهو أمر في صالح المتلقي الذي يملك الآن بين يديه اختيارات متعددة ومتنوعة. وعموما يضيف حضري، أن أداء الإذاعات الخاصة حتى الآن إيجابي جدا، والدليل على ذلك المساحة التي كسبتها في المشهد الإعلامي الوطني، والدور الفعال الذي باتت تلعبه كفاعل مؤثر قوي في المجتمع.