اعترف عدد من تلميذات الثانوية التأهيلية الحسن الثاني، القريبة من جنان الحارثي، خلال تجاوبهم التلقائي مع أعضاء جمعية الكفاح لمحاربة القرقوبي..في إطار حملتها التحسيسية، التي نظمتها، مساء الثلاثاء المنصرم، بالمؤسسة التعليمية، بلجوء عدد من التلاميذ والتلميذات إلى المراحيض والمحيط الخارجي للثانوية، من أجل تناول مختلف أنواع المخدرات دون حسيب أو رقيب. وعبر عدد من التلاميذ والتلميذات، الذين قاوموا حرارة الشمس الحارقة، التي تشهدها مدينة مراكش خلال هذه الأيام، أثناء مناقشتهم وسط ساحة المؤسسة التعليمية لمحاور تتعلق بالمخدرات والصحة، وخطر انتشار مختلف أنواع المخدرات في المؤسسات التربوية، عن تجاوبهم مع الحملة التحسيسية، التي نظمتها "جمعية الكفاح لمحاربة القرقوبي ودعم ضحايا المخدرات"، في إطار التوعية بخطورة سم "القرقوبي" القاتل، والتحسيس بالانعكاسات السلبية لتعاطي المخدرات بصفة عامة، ببعض المؤسسات التعليمية بالمدينة الحمراء. ودعا مصطفى ضعوف، مسؤول الإعلام والتواصل بالجمعية المذكورة، أثناء حديثه عن الظاهرة، مختلف المسؤولين الأمنيين، خصوصا الشرطة المدرسية، إلى تكثيف حملات المراقبة الأمنية في محيط المؤسسات التعليمية وعدد من النقط السوداء الموجودة بمختلف أحياء المدينة الحمراء، التي تعتبر نقط بيع هذه السموم المخدرة، التي تصل إلى السوق المحلية عن طريق التهريب، أو يجري تصنيعها باستعمال مواد مختلفة، من بينها بعض الأقراص، التي تدخل ضمن لائحة بعض الأمراض العقلية. وطالب ضعوف بالضرب على أيدي المخربين ومروجي المخدرات، موضحا أن المؤسسات التعليمية، التي تعتبر مكانا للتربية وتلقي المعرفة، أصبحت معرضة للتهديد بسبب استفحال ظاهرة تعاطي المخدرات عموما، والأقراص المهلوسة "القرقوبي" على وجه الخصوص، ما بات يشكل تهديدا حقيقيا لصحة وعقول التلاميذ في مختلف مراحلهم الدراسية. وأضاف مصطفى ضعوف، الذي عبر عن استيائه أيضا من بعض الظواهر المشينة، التي أصبحت تستفحل في محيط معظم المؤسسات التعليمية، أن الإحصائيات الأمنية الرسمية كشفت عن تسجيل 46 جريمة قتل خلال السنة الماضية بين الأصول، بسبب تناول الأقراص المهلوسة من نوع ريفوتريل أو ما يسمى ب "بولة حمرا" المعروف بقرقوبي العائلات الفقيرة، التي تجعل مستعملها في حالة هيجان وقوة اندفاع، وتنتابه نوبات من الهستيريا تنتزع منه الصفة الآدمية، الشيء الذي يؤدي ببعض المدمنين عليها إلى ارتكاب سلوكات عدوانية وإجرامية. وتساءل مجموعة من المتتبعين للشأن التعليمي عن أسباب التقصير الأمني، الذي تعرفه معظم المؤسسات الثانوية، خاصة في محيطها الخارجي، داعين إلى تكثيف حملات المراقبة في محيط المؤسسات التعليمية لمواجهة هذه الظاهرة، التي أصبحت تهدد سلامة وصحة التلاميذ في مختلف مراحلهم الدراسية.