أتى حريق مهول، اندلع أول أمس السبت، على العشرات من أشجار النخيل، بعاصمة دكالة، في أرض غير مشيدة، محاطة بسور بارتفاع 4 أمتار.وعلمت "المغربية" أن الحريق اندلع، منتصف النهار، في أعشاب طفيلية بفضاء بناية محاذية لزنقة موليير، تعود ملكيتها إلى مواطن يهودي. وامتدت ألسنة النيران في بادئ الأمر، إثر هبوب رياح قوية، على مساحة حوالي 70 مترا، واشتعلت في أشجار النخيل، المستنبتة في العقار المذكور، وأتت على 25 نخلة. وتطاير "الجريد" المحترق، وشرارات النيران، التي حملتها الرياح القوية إلى ملعب للرياضات المدرسية بالجوار، ومنه إلى ثانوية ابن خلدون، في الجهة الأخرى من الشارع الفاصل، وأتت على نخلة واحدة في فضاء المؤسسة التربوية، ومنها انتقلت النيران إلى إقامة عامل إقليمالجديدة، الكائنة بالجوار، وأتت بداخلها على 5 نخلات. وتسببت ألسنة النيران، وأعمدة الدخان المتصاعدة، في بث حالة من الهلع في صفوف المواطنين، وفي تلويث المحيط الإيكولوجي. وتزامن ذلك مع تخليد المغرب، على غرار دول العالم، الذكرى 40 ليوم الأرض، التي اختيرت، بالمناسبة، عاصمة المملكة، ضمن 5 مدن في العالم، لاحتضان الاحتفالات بهذه المناسبة الكونية، التي جرت فعالياتها، السبت الماضي، على منصة السويسي بالرباط، بمشاركة فنانين مغاربة ودوليين، وفاعلين في البيئة، وشخصيات دولية. واستنفر الحريق المهول السلطة الإقليمية الأولى بالنيابة، والسلطات المحلية والأمنية، التي هرعت إلى مكان الحادث، وتابعت الوضع عن كثب. وباشرت الضابطة القضائية لدى الدائرة الأمنية الأولى المعاينة والتحريات الميدانية. واستعان رجال الوقاية المدنية ب 3 شاحنات صهريجية، و28 عنصر إطفاء، لإخماد ألسنة النيران، التي بدت مستعصية، سيما إثر هبوب رياح قوية، وامتدادها في جميع الاتجاهات، وعلى بعد فاق 200 متر. ولم يفلح المتدخلون المسلحون بحوالي 20 خرطوم ماء، في التحكم في الوضع، إلا في حدود الثالثة من ظهر أول أمس السبت. تجدر الإشارة إلى أن القانون يحظر إزالة أشجار النخيل، وحددت تكلفة إزالة النخلة الواحدة المستنبتة في أي عقار، عند الضرورة، في خمسة آلاف درهم. كما أن البناية التي احترقت أشجار النخيل في فضائها، تقع على بعد بضعة أمتار من مركز المدينة، في مكان أصبح الوعاء العقاري فيه منعدما، وثمن المتر فيه خياليا.