صدر حديثا عن "دار الميزان" بتونس ديوان جديد في المدح والثناء، للشاعر التونسي محمد المثلوثي، يحمل عنوان "روض الربيع في المغرب البديع".يحمل الديوان بين ثناياه 35 قصيدة، كلها من الشعر العمودي التقليدي الأصيل، يحتفي من خلالها الشاعر بالعائلة الملكية المغربية، وبالأعياد الوطنية من أعياد الميلاد، إلى عيد المسيرة، والعرش، والاستقلال وغيرها من المناسبات الوطنية، كما يتغنى الديوان بجمال المغرب وانتصاراته، وإنجازات ملوكه، خصوصا المغفور لهما الملكين الحسن الثاني، ومحمد الخامس، الذي يصفه الشاعر بملك الوطنيين، وجلالة الملك محمد السادس. ومن بين قصائد الديوان المخصصة للعائلة الملكية قصائد "وفائي للمليك"، و"الأميرة شمس مجد"، و "فدتك نفسي"، و"أمير المغرب والمؤمنين"، و"بشراك بالحسن"، و"عيد العرش قد رجع"، و"هنيئا بمولود خير" و"تهاني للأميرة خديجة"، و"قلبي دعاه أمير المؤمنين"... يقول نبيل زيان، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة صفاقس، تونس، في كلمة له حول الديوان " نجد في ديوان المثلوثي الكثير من المواضيع السياسية والاجتماعية والغزلية، لكن أكثر قصائده هنا هي في المدح والتهاني والمناسبات، وكذلك الوطنيات المهداة إلى العائلة الملكية المغربية". يضيف زيان "بعد دراسة الديوان، أرى لزاما علي أن أطلع القارئ الكريم على خصائص شعر المثلوثي، الذي يذكرني بكل صدق (عند قراءة بعض قصائده العمودية الممتازة) بشعراء الأمة العربية الفطاحل في صدر الإسلام أمثال "أبي تمام " و"البحتري" و كذلك ببعض شعرائنا المعاصرين أمثال "أبي القاسم الشابي" أو الشاعر العماني المبدع "هلال بدر البوسعيدي" في انسيابه وسلاسة أسلوبه الرائع في بناء القصيد الخليلي الأصيل (الذي يسميه اليوم بعضهم بالتقليدي أو الكلاسيكي)". وفي حديثه عن الشاعر، يقول زيان" تحصن الشاعر المثلوثي جيدا بقدرته الشعرية واللغوية، وبالنباهة الداخلية التي توزعته كما تتوزع النار بقعة زيت محترق، فما تضيره تعليقات معظم شعرائنا المحدثين، الذين يسمون ما يقولونه من هراء و حشو ركيك "الشعر النثري"، الذي لا يعترف به شاعرنا، ولا يريد حتى الاستماع إليه، بل هو ما يزال في خلاف شديد مع أصحابه، الذين هم، حسب رأي الشاعر، عاجزون عن نظم قافية واحدة". ليخلص بأن المثلوثي هو من الشعراء المحافظين أو الكلاسيكيين المتشددين بموقفهم الرافض لكل شعر بدون تفعيلة، الذين بقوا صامدين أمام كل التيارات المحدثة، مثل جبل لا تزعزعه الرياح، و لم يفقدوا شخصياتهم، رغم ثورة بعض النقاد عليهم.