صدر حديثا للشاعر المغربي، محمد بودويك، ديوان شعري جديد يحمل عنوان "امرأة لا تحصى"، في طبعة أنيقة مزينة بلوحة للفنان العالمي بيكاسو.ويتضمن الديوان الخامس للشاعر، بعد "جراح دلمون" 1997، و"يتبعني صفير القصب" 2003، و"قرابين" 2007، و"مركبة السنجاب" 2007، مجموعة من القصائد الموزعة على جزءين: الأول يحمل عنوان "نزهة الخاطر" ويضم سبع قصائد منها: "امرأة لا تحصى"، و"أنت"، و"لارا"، و"تعزيم"، والثاني يحمل عنوان "أشجان" ويضم ست قصائد منها: "سماء قليلة"، و"نوستالجيا"، و"ظهيرة غائمة". يطالعك ديوان "امرأة لا تحصى"، الذي يقع في 121 صفحة من الحجم المتوسط، منذ عتبته الأولى بعنوانه الجميل البعيد المعاني والملغز في الوقت نفسه، وذلك ديدن الشاعر العراف محمد بودويك، الذي ينهل من الأسطورة، ويوظفها بشتى أبعادها في قصائده الرائعة، التي تتخذ مسحة جمالية غير مسبوقة. منذ الغلاف تتناغم الأبعاد الشعرية المشكلة للديوان، وتسافر قصائده بالقارئ في مراتع الشعر الصافي، الذي لا ينسى أبدا الأصفياء من الشعراء: محمود درويش، وأبي القاسم الشابي، اللذين اختارهما الشاعر بودويك دونا عن الشعراء الآخرين ليهديهما قصائده. "امرأة لا تحصى" مجموعة شعرية جديدة تنضاف للمجاميع الشعرية السابقة للشاعر محمد بودويك، لترسخ لتجربة شعرية متميزة تتجدد باستمرار، وتستحق أكثر من وقفة لتأمل إنتاجها، الذي يستمد أصوله من الواقع والوجود الإنساني، ويرقى به بصور شعرية تنهل من المعين الأسطوري. وفي قصيدة "امرأة لا تحصى" يقول بودويك: "عودي ليخضر عودي... نجمة السعد في صحراء التيه ميزان الذهب في دنياي الخاسرة فاتحة النار واللهب..أنت. ما فات فات تعالي إلى الغد إلى الجرة والينبوع وسوالف الذكرى إلى الركض خلف الظلال في الهجيرة والسواد اللاذع في الأحداق". محمد بودويك شاعر يحظى بحضور قوي في الساحة الأدبية المغربية والعربية، وعضو "اتحاد كتاب المغرب"، و"بيت الشعر في المغرب"، صدرت له إلى جانب الأعمال الشعرية دراستان نقديتان: "إشكاليات قصيدة النثر" كتاب مشترك صدر عام 2002، و"شعر عز الدين المناصرة: بنياته، إبدالاته وبعده الرعوي" عام2006، وسيصدر له قريبا كتاب بعنوان "خيط أريان" يضم عتيات وقراءات في الشعر.