ترأس صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، أمس الخميس بالرباط، حفل إحياء يوم الأرض والتنمية المستدامة. وفي مستهل هذا الحفل، جرى تقديم شريط وثائقي يبرز مختلف الجهود، التي يقوم بها المغرب في مجال البيئة والتنمية المستدامة، كما يتضمن مقتطفات من خطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس حول البيئة. وفي كلمة بالمناسبة، أكدت أمينة بنخضرة، وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، أن التنمية المستدامة تشكل في أبعادها المتعددة، سواء البشرية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو التكنولوجية أو البيئية، مفهوما شاملا ومتكاملا، تلتقي عنده في البوتقة نفسها مختلف المكونات الحضارية والثقافية والجغرافية للأمة. وأبرزت الوزيرة الأشواط الكبرى، التي قطعها المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، في مجال الحفاظ على البيئة، باعتبارها أساسا جوهريا في التنمية المستدامة. وأضافت أنه في إطار هذه الرؤية الواضحة المتجذرة في الأصالة، والمستشرفة لآفاق المستقبل، فإن جلالة الملك يشيد مشروعا مجتمعيا، على قواعد دولة القانون والمؤسسات، والديمقراطية التشاركية، والعدالة الاجتماعية والتكافل المجالي. كما قدمت الوزيرة مدخلا لسبعة مشاريع تتعلق بالحفاظ على البيئة والمنظومات البيئية. ويتعلق المشروع الأول، الذي قدمه أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، ببرنامج لتعميم "مدرسة البيئة". ويهدف المشروع، بالخصوص، إلى جعل التعليم أساسا لأي تربية مستدامة، من خلال دعم الحق في بيئة نظيفة وتطوير قدرات وإمكانيات المواطنين للقيام بواجباتهم البيئية على النحو الصحيح. وقدم أحمد رضا الشامي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، ثلاثة مشاريع للقضاء التدريجي على الأكياس البلاستيكية، من خلال دعم بدائل لهذه الأكياس، التي لا تحترم البيئة ووضع إطار قانوني مناسب. ويسعى مشروع عملية وضع الشعاب الاصطناعية لحماية النظم الإيكولوجية البحرية، الذي قدمه مصطفى الفايق، مدير المعهد الوطني للأبحاث البحرية، بالأساس إلى إعادة إنشاء وتأهيل المواطن البحرية المتضررة، والمحافظة على التنوع البيولوجي البحري وتقويته. أما مبادرتا مكافحة التصحر في جهتي الشاوية ورديغة والعيون، اللتان قدمهما على التوالي حمو بوزموري، مدير التنمية الغابوية، ومحمد انديشي، مدير حماية الطبيعة ومكافحة التصحر، فتهدفان إلى إعادة المناطق الغابوية والرعوية وحماية البنيات التحتية من تراكم الرمال. وبخصوص مشروع تطوير تربية الأسماك في خزانات السدود، الذي قدمه انديشي، فيهم تحسين التنوع البيولوجي المائي وتحسين إنتاجية تربية الأسماك والصيد الترفيهي والتجاري. وقدمت بنخضرة، كذلك مشروع الغاز الحيوي لأبي رقراق، الذي يطمح إلى تقييم غاز الميتان المستخرج من مطرح النفايات بالولجة، والذي جرى تأهيله حاليا لإنتاج الكهرباء والطاقة. وبهذه المناسبة، ترأس صاحبا السمو الملكي الأمير مولاي رشيد والأميرة للا حسناء مراسيم التوقيع على خمس اتفاقيات، تهم أولاها المدارس الإيكولوجية، وتتعلق ثلاث منها بالأكياس البلاستيكية، فيما تهم الخامسة، إنتاج الطاقة باستغلال الغاز الناتج عن مطارح النفايات بالولجة. ووقع الاتفاقية الأولى المتعلقة بالمدارس الإيكولوجية، أحمد اخشيشن، والحسين التيجاني، بصفته مفوضا عن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. أما الاتفاقيات المتعلقة بأكياس البلاستيك، فوقعت الأولى ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، وأحمد رضا الشامي، وجمال محفوظ، الكاتب العام لقطاع البيئة بكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة، وشريف لمراني، نائب رئيس المجلس الوطني للصيادلة، في حين وقع الاتفاقية الثانية، رضا الشامي، وجمال محفوظ، ومحمد العمراني، رئيس الجمعية المغربية للتوزيع. أما الاتفاقية الثالثة فوقعها رضا الشامي، ومحمد سعد حصار، كاتب الدولة لدى وزير الداخلية، وجمال محفوظ، ولطيفة الشهابي، المديرة العامة للوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة. ووقع الاتفاقية الخامسة أمينة بنخضرة، وحكيم المغاري الصاقل، المدير العام لوكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، ونور الدين الأزرق، رئيس الجماعة الحضرية لسلا. وكان صاحبا السمو الملكي الأمير مولاي رشيد والأميرة للا حسناء، استعرضا لدى وصولهما تشكيلة من القوات المساعدة التي أدت التحية ، قبل أن يتقدم للسلام على سموهما كل من زليخة نصري، مستشارة صاحب الجلالة، وأمينة بن خضرة، وحسن العمراني، والي جهة الرباطسلا زمور زعير. كما تقدم للسلام على سموهما الجنرال دو بريكاد محمد الرودابي، قائد الموقع العسكري، وبوعمر تغوان، رئيس جهة الرباطسلا زمور زعير، وفتح الله ولعلو، رئيس مجلس مدينة الرباط، وعبد القادر طاطو، رئيس مجلس عمالة الرباط، ومريم بنصالح، مفوضة يوم الأرض.