مع حلول فصل الربيع تقوم مجموعة من وكالات الأسفار الأوروبية، خاصة في إسبانيا، برحلات إلى صحراء مرزوكة، في جنوب شرق المغرب، لقضاء عطلة نصف السنة، حيث تنصب عشرات الخيام على رمال المنطقة، للاستمتاع بجمال الصحراء تحت ضوء القمر 2010. محرقة متنقلة للتخلص من النفايات في صحراء مرزوكة – خاص. وتدر مثل هذه الرحلات أرباحا مهمة على سكان مرزوكة، الذين يعيشون، منذ سنوات، على مداخيل رمال صحرائهم، التي تقدر بعشرات الملايين، ففوق هذه الرمال يجري، كل سنة، سباق للدراجات الهوائية، على امتداد خمسة أيام، يشارك فيه قرابة 200 متسابق من جميع أنحاء أوروبا، ويشترط المنظمون على كل رياضي أداء حوالي 2000 أورو للمشاركة، بمعنى أن ثمن الاستمتاع برمال مرزوكة، خلال أقل من أسبوع، يبلغ حوالي 400 ألف أورو، ويحمل هذا السباق اسم "Titan Desert"، وينظمه، منذ 3 سنوات، الإسباني مانويل تاخادا. وفوق هذه الرمال أيضا، يجري، سنويا، ماراثون الرمال الشهير، الذي ينظمه الفرنسي باترك بويير، وهو سباق يشارك فيه 1000 متسابق مقابل أداء حوالي 3000 أورو لكل مشارك، يتضمن ثمن رسومات التسجيل، والإقامة، والتأمين، وبمجرد عملية حسابية بسيطة، نجد أن صحراء مرزوكة وضواحيها، تجلب كل عام، ما يفوق 3 مليارات من السنتيمات. إننا أمام رمال تدر أرباحا كبيرة، دون أن تتحرك من مكانها، أو يسرقها أحد من هؤلاء المنظمين الأجانب، كما يفعل كثير من ناهبي مقالع الرمال من أبناء جلدتنا. بعض المغاربة، سامحهم الله، يقتلعون الرمال من شواطئ المملكة، ويبيعونها بثمن بخس، بينما الأوروبيون يكسبون الأموال الطائلة، ويفيدون سكان المنطقة، دون أن يحملوا معهم ولو حبة رمل واحدة. خلال ماراثون الرمال، كما في سباق الدراجات الهوائية في الصحراء، يفرض المنظمون عقوبات زجرية على كل مشارك يرمي بقنينة ماء فارغة في الرمال النقية، أو حتى بعُقب سيجارة، بل إنهم يوزعون على المشاركين أكياسا بلاستيكية لاستعمالها في قضاء حاجتهم الطبيعية في الهواء الطلق، إذا ما فرضت الظروف ذلك، ثم يضعونها في مكان محدد مسبقا، ليأتي بعدهم المكلفون بالنظافة لجمع هذه المخلفات وباقي متلاشيات السباق، ونقله إلى محرقة يُقيمها المنظمون في مكان ناء في الصحراء، حيث يجري التخلص منها في ظروف تحترم جميع معايير البيئة والسلامة.