أين ستقضي عطلتك هذا الصيف؟ وما هي وجهتك في نهاية الأسبوع للترويح عن نفسك وذويك ؟ لهواة الطبيعة والسياحة الجبلية.. وعشاق البحر كما للمهتمين بالمآثر الحضارية والسياحة الثقافية .. نقترح عليكم دليلا يوميا يساعدكم على اختيار وجهتكم وبرمجة عطلتكم وأوقات استراحتكم وفق إمكاناتكم المادية وميزانيتكم المقررة. كيف تصلون إلى الموقع السياحي الذي وقع عليه اختياركم .. أهم العناوين التي تحتاجون إليها أثناء زيارته.. أين تقضون ليلتكم.. لائحة المطاعم والمقاهي الموجودة بعين المكان.. ما الذي يمكنكم رؤيته بالمنطقة.. معطيات تجدونها في دليلكم كل يوم .. «إن أجمل ما في الصحراء كونها تخفي في مكان ما بئرا»، جملة لا يتردد في قولها كثير من عشاق الصحراء عندما يُسألون عن سر هوسهم بها رغم أن الفيافي غالبا ما تقرن بالعطش نقيض الماء، رمز الحياة. أما زوار مرزوكة، فقليل منهم من يسعفه لسانه ليعبر أو يحصي ما أثار إعجابه أو يفسر سبب ألفة المكان التي تغريه بإعادة المغامرة وزيارة المنطقة في أول فرصة تتاح له. ولعل هذا ما مكن مرزوكة من أن تكون رافدا أساسيا للسياحة في منطقة تافيلالت، حيث يعرف عدد السياح المتوافدين عليها ارتفاعا مضطردا من سنة إلى أخرى، ليس بفضل سمعتها التي جاوزت الحدود الوطنية فحسب، وإنما أيضا لجوها الصحراوي وما يقال عن قدرة رمالها على وضع حد لمعاناة مرضى الروماتيزم بمجرد أخذهم حمام رمال ساخن، لتثبت بذلك أن صحار قاحلة تسجل فيها درجة الحرارة أحد أعلى مستوياتها في المغرب كله لا تقل أهمية عن بعض منابع المياه المعدنية التي يقال إنها فعالة في ما يخص علاج المرض سابق الذكر وبعض الأمراض الجلدية. غير أنه لا يجب أن يُعتقد بأن أبواب حمامات مرزوكة الساخنة مشرعة أمام الجميع، بل إن الزوار، بمن فيهم المرضى الذين يفدون من مختلف الجهات، لا يسمح لهم بأن يدفنوا في الرمال إلا بعد إخضاعهم لفحوصات طبية دقيقة. وتتميز مرزوكة، بالإضافة إلى روعة مناظرها، بصفاء رمالها الأخاذ المتناغم مع أشعة الشمس؛ إذ تنعكس هذه الأخيرة على الرمال لتزيد لونها الذهبي جمالا وكأن الشمس والرمال، كلتيهما، تعلنان عن سعادتهما بالتلاقي في مستهل يوم جديد لن يقل بهجة عن سابقيه من الأيام، لتصلا إلى أوج ألفتهما وانسجامهما مع توسط النهار، قبل أن يُشرع في تنفيذ الحكم الأزلي الذي يصر على أن يفرقهما مع زحف أولى هنيهات المساء. ورغم مرارة الفراق، فإن الشمس والرمال، اللتين تصنعان مجد السياحة في مرزوكة، تأبيان من جهتهما إلا أن تجعلا من لحظة الغروب أجمل المشاهد التي يمكن أن ترى في الصحراء، إن لم نقل في العالم كله، حين يعسر التمييز بين الشمس والرمال.. منظرٌ يجعل العديد من السياح «يرابطون» في خيام ينصبونها في عمق الصحراء لإيمانهم بأن الاستمتاع بمناظر مرزوكة لا يتم إلا بقضاء ليلة واحدة، على الأقل، على طريقة الرحل حتى تتأتى لهم فرصة معاينة لحظة تلاقي الشمس والرمال من جديد للخروج في رحلة استكشافية للمنطقة.