تحولت مزبلة "مريكان"، المقفلة منذ ما يفوق 20 سنة، بضواحي الدارالبيضاء، إلى ما يشبه حديقة عمومية، يقصدها سكان سيدي مومن، والمناطق المجاورة، للتنزه والاستمتاع بخضرة الأشجار، المستحدثة أخيرا، إما بواسطة الغرس، أو بجلبها جاهزة من الشوارع التي اقتلعت من جنباته، بسبب أشغال الترامواي. غياب مناطق خضراء بسيدي مومن سرع عملية تحويل هذه المزبلة، الممتدة على مساحة 100 هكتار تقريبا، إلى فضاء ترفيهي، يمكن أن نصفه ب"المنتزه العشوائي"، إلا أنه يفي بالواجب تجاه حوالي 300 ألف نسمة، تقطن بمقاطعة سيدي مومن، محرومة، منذ سنوات، من حدائق عمومية. طريقة تحويل المطرح العمومي إلى "منتزه" لم يكلف المسؤولين سوى كسو سطح المزبلة بالتراب، ودكه، ثم غرس ما تيسر من الشجر. وهذه العملية البسيطة لا تهم محيط المزبلة كله، بل اقتصرت، إلى حدود الآن، على الواجهة المطلة على الطريق الرئيسية، المتجهة نحو سوق السبت، بمنطقة تيط مليل. المصالح المختصة بالمقاطعة الحضرية لسيدي مومن لم تكلف نفسها عناء شفط باطن المزبلة من المياه النتنة، التي يعتقد سكان الحي، أنها السبب في تكاثر الحشرات بالمنطقة، خصوصا الصراصير، التي تهاجم المنازل المُطلة على المطرح، في صيف كل سنة. "المنتزه"، في شكله الحالي، ممنوع على الأشخاص المعاقين والمسنين، إذ لا توجد به ولوجيات ولا أدراج، تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة، للصعود حوالي 6 أمتار، للوصول إلى فضاء الحديقة. ومع ذلك، فإن سكان سيدي مومن لا يجدون بدا من الصعود إلى سطح المزبلة، للاستمتاع بفصل الربيع، وكل ما يطلبونه من أحمد بريجة، رئيس مقاطعتهم، سوى توفير الأمن ب"المنتزه"، سيما أن مزبلة ميريكان، ترتبط في أذهان السكان، بحوادث إجرامية أليمة. الناس في سيدي مومن غير محظوظين، فبعد أن استبشروا خيرا بمشروع بناء ملعب كرة القدم الكبير للدارالبيضاء بحيهم، الذي كان سيغير ملامح المنطقة، ويعطيها رونقا جديدا، هاهي بعض الجرائد تتداول خبرا غير سار، يقول إن السلطات تفكر في نقل المشروع إلى منطقة بعيدة بمديونة، ما يعني أن جبال مزبلة "ميريكان" ستظل منتصبة، بمياهها الباطنية النتنة، لمدة طويلة في سيدي مومن.