لقي أحد عناصر الوقاية المدنية مصرعه، مساء أول أمس الثلاثاء، وأصيب 3 من زملائه، في حادثة انقلاب شاحنة إطفاء، في منطقة كابو نيغرو، بتطوان..عقب عودتهم من تدخل لإخماد حريق، لينضاف الضحية إلى قائمة شهداء الواجب ضمن جهاز الوقاية المدنية، الذين قضوا وهم يؤدون دورهم المهني بكل تفان، رغم المخاطر، التي تواجههم. وذكرت مصادر من عين المكان أن عنصر الوقاية المدنية، عبد العالي بنحدو، حوالي 26 سنة، يعمل بثكنة الوقاية المدنية مارتيل، توفي بعد نقله إلى مستشفى سانية الرمل بمدينة تطوان، متأثرا بجروح خطيرة، أصيب فيها في الرأس، مشيرة إلى أن حالة باقي زملائه الثلاثة المصابين كانت مستقرة. وخلف فقدان الضحية، حسب المصادر ذاتها، حزنا وأسى عميقين في أوساط جميع أفراد جهاز الوقاية المدنية، خاصة أن الفقيد كان عنصرا نشيطا، والتحق بجهاز الوقاية المدينة قبل سنة وأربعة أشهر، موضحة أن التضحية والمخاطرة من صميم عمل أفراد هذا الجهاز، الذين لا يتوانون عن أداء واجبهم المهني النبيل، مهما كان الثمن. ووقع الحادث المؤلم عندما كان أفراد الوقاية المدنية عائدين من كابو نيكرو إلى ثكنتهم بمارتيل، بعد تدخل لإخماد حريق، شب في أعشاب بثانوية، حوالي الرابعة مساء. وبسبب الأمطار، التي شهدتها المنطقة، انحرفت شاحنة مضخة صهريج إخماد الحرائق، التي كان على متنها رجال الإطفاء، عن مسارها، حوالي الخامسة مساء، وانزلقت، ثم انقلبت، وتتسبب في مصرع شهيد الواجب، بنحدو، وإصابة زملائه. ومن المنتظر أن يكون جثمان الفقيد ووري الثرى، مساء أمس الأربعاء، بمسقط رأسه في منطقة لمناصرة، بمدينة القنيطرة. يذكر أن جهاز الوقاية المدنية بالمغرب فقد، منذ تأسيسه سنة 1987، وإلى غاية 15 يناير 2009، 34 عنصرا شهيدا للواجب المهني، لقوا حتفهم أثناء مزاولتهم لمهامهم اليومية. وأفادت مديرية الوقاية المدنية بالرباط "المغربية" أن شهداء الواجب المهني توفوا، وهم يؤدون مهامهم بكل تفان وإخلاص ونكران الذات، مشيرة إلى أن منهم من قضى أثناء تدخله في عملية إنقاذ، سواء بالبحار أو السدود أو الآبار، ومنهم من توفي وهو يحاول انتشال جثث من تحت الأنقاض، ومنهم من فارق الحياة، وهو يحاول إنقاذ مواطنين وحماية ممتلكاتهم، أثناء إخماد الحرائق، حتى أصبح جثة متفحمة، نتيجة حروق أو صدمات كهربائية، ومنهم من أراد ضبط مختل عقليا خوفا أن يصيب المواطنين، ليلقى حتفه بفعل اعتداء من طرف هذا المختل. وأوضحت مديرية الوقاية المدنية أن العمل اليومي لرجال الوقاية المدنية داخل الثكنات، من مناورات ميدانية وتداريب يومية، وكذا ممارسة طقوس حياتهم العملية، التي يعيشونها على وتيرة جرس الإنذار عند كل انطلاقة لأي تدخل إغاثة، كيفما كان نوعه ووقته، بالليل أو النهار، عوامل تجعل حياتهم معرضة لمخاطر كثيرة، قد تودي بحياتهم، أحيانا، أو تخلف إصابتهم بعاهات مستديمة، أو جروح خطيرة.