ودع المناضل محمد بوكرين الحياة، أول أمس الاثنين، عن عمر 75 سنة، إثر وعكة صحية مفاجئة، نقل على إثرها إلى العناية المركزة، بالمستشفى الجهوي ببني ملال. وحاول الأطباء التدخل لإنقاذ حياته، إلا أن قلبه أبى أن يواصل الحياة، بعد ساعة من دخول المستشفى، فتوفي بسكتة قلبية. ووري جثمان الراحل الثرى، بعد ظهر أمس الثلاثاء، بمقبرة أولاد ضريض، ببني ملال، بحضور عدد من مناضلي الأحزاب الوطنية والتقدمية، وطنيا وجهويا، وبعض رموز الحركة الوطنية، وأعضاء المكتب المركزي لحزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي، وممثلين عن الهيئات السياسية، والحقوقية، والجمعوية، والوطنية. ولد محمد بوكرين في 4 نونبر 1935 بقرية تاكزيرت، بإقليم بني ملال، والتحق بمنظمة "اليد السوداء"، التي كان يقودها الشهيد محمد الزرقطوني، عام 1953. وكان ضمن معتقلي سنة 1973، عقب أحداث مولاي بوعزة، كما اعتقل، وقضى بالسجن ثلاث سنوات، عقب أحداث انشقاق حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في عام 1983. ومحمد بوكرين من مؤسسي المركزية النقابية، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، وإحدى دعامات نقابة السكريين بوحدة الصناعة السكرية، في سوق السبت، وعضو مؤسس للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف. ورفض كل المساومات بخصوص التعويضات الفردية، لجبر الضرر عن سنوات الجمر والرصاص بعفة وشرف، ملحا على الكشف عن الحقيقة في ملف الانتهاكات الجسيمة، وعن باقي المختطفين، وكذا فضح الجلادين. وظل يناضل من أجل العدالة الاجتماعية، والدفاع عن حقوق الإنسان، ودافع عن جبر الضرر الجماعي للمناطق التي عانت التهميش والعزلة في سنوات الرصاص، بكل من إقليمي بني ملال وأزيلال، وظل يناضل إلى آخر رمق من حياته، إذ كان يقود قافلة طبية يومي الجمعة والسبت الأخيرين، بمنطقة تاكلفت، بإقليم أزيلال، من أجل الدفاع عن الحق في التطبيب والعلاج، خاصة أن المنطقة جبلية، وتعاني العزلة.