تنظم جمعية "منبر النساء" ( womens tribune) دورتها السنوية الثانية، التي اختارت لها موضوع "المرأة والسلطة من الخطاب إلى العمل"، من 27 إلى 29 مارس الجاري، بالصويرة.وقالت فتحية بنيس، رئيسة الجمعية، إن هذه الدورة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، ستكرس "توجها جديدا، من شأنه أن يفتح آفاق العمل على نطاق واسع، حتى ينتقل الخطاب من النصوص القانونية، التي شرعت لصالح النهوض بوضعية المرأة، إلى الواقع". وأوضحت الرئيسة، في لقاء صحفي، الثلاثاء الماضي بالدارالبيضاء، أن نجاح الدورة الأولى، التي أسفرت عن تسليم مبلغ 40 مليون سنتيم لمؤسسة زاكورة للتربية، بهدف تمكين الأطفال المعوزين في العالم القروي من مواصلة تعليمهم، كان حافزا كبيرا لجعل هذه التظاهرة تقليدا سنويا، يجري خلاله تقديم ومناقشة مختلف الاقتراحات، التي يمكنها أن تعطي للنهوض بواقع المرأة بعدا ملموسا. وكانت الدورة الأولى، التي انعقدت في مارس 2009، مناسبة قدم فيها حوالي 35 اقتراحا، أخذت الجمعية بعين الاعتبار البعض منها، مثل مشروع "حضانة في كل مقاولة"، وإحداث مرصد جهوي يتابع الإنجازات الخاصة بالنهوض بوضعية المرأة. من جهتها، قالت سلوى قرقري، برلمانية وعضوة في الجمعية، إن اختيار محور هذه الدورة "نابع من أن تكافؤ الفرص، الذي نعتبره معركتنا الدائمة، ما زال لم يتحقق، رغم الإرادة الحاسمة من قبل المشرع". واعتبرت سلوى قرقري أن خلق مثل هذه الجمعية مبادرة جديدة في حد ذاتها، كونها ليست جمعية نسائية محضة "بل هي مختلطة، أردنا فيها إشراك الرجل الذي يؤمن ببلده وبكفاءات نسائه". واعتبرت قرقري أن المساواة بين الجنسين في البلدان المتقدمة، هي التي تجعل هذه الدول في مرتبة متقدمة في التنمية، مؤكدة أن إنجاح الوضع المتقدم للمغرب مع الاتحاد الأوروبي رهين بالنهوض بالمرأة في كافة الميادين، وأن المرأة لا يمكنها أن تكون في منأى عن المشاركة في الورش الإصلاحي الخاص بالجهوية، فضلا عن ضرورة إشراكها بقوة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الذي دعا إليه جلالة الملك محمد السادس. واعتبر يوسف الشهبي، محام بهيأة الدارالبيضاء، وعضو الجمعية، أن هناك "ثقة كبيرة بين رجال ونساء هذه الجمعية، التي تعتبر فضاء للتلاقي والتواصل بين الجنسين"، مشيرا إلى أن المعركة التنموية هي معركة كل مكونات المجتمع، رجالا ونساء. وتتناول دورة هذه السنة ثلاثة محاور، تتعلق بالنساء والسياسة، والنساء في سوق العمل، باعتبارهن محركا قويا للتنمية، والنساء ووسائل الإعلام، الذي سيناقش دور الإعلام في النهوض بمكانة وصورة المرأة في مجتمعها. وسيناقش هذه المحاور شخصيات وطنية ودولية، من حوالي 15 بلدا، منها المغرب، والجزائر، ونيجيريا، وإيثيوبيا، والسنغال، والسعودية، ومن إيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا. كما ستتميز الدورة بلقاءات مفتوحة، وتدخلات شخصيات نسائية ورجالية من عالم السياسة، مثل سيغولين روايال، ولوك فيري، من فرنسا، وأمينة بنخضرا، ونزهة الصقلي، من المغرب، ووسيلة تامزلي، من الجزائر، ومها عقيل، صحافية من السعودية. كما سيقدم، خلال هذه الدورة، نموذج لأول مقاولة في المغرب أحدثت حضانة في فضاءاتها.