أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدة بجنيف، عمر هلال، أول أمس الأربعاء، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الأهمية التي يوليها المغرب لحقوق الطفل.مضيفا أن المملكة ملتزمة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحماية حقوق الطفل والنهوض بها على المستويين الوطني والدولي. وأبرز هلال، في مداخلة، خلال الدورة 13 لمجلس حقوق الإنسان، بمناسبة يوم العمل السنوي حول حقوق الطفل، أن محاربة العنف ضد الأطفال تشكل محورا ذا أولوية في مخطط العمل الوطني للطفولة 2006-2015 "مغرب جدير بأطفاله"، مضيفا أن هذا المخطط جرى إعداده في إطار إعلان ومخطط عمل الأممالمتحدة "عالم جدير بأطفاله"، يعكس التزاما من مستوى عال لمختلف الأطراف المعنية. وأشار إلى أن سياسة المغرب في هذا المجال تعززت وتدعمت من خلال الانخراط الشخصي لصاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم، رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، وسفيرة الأممالمتحدة للطفولة. من جهة أخرى، ذكر الدبلوماسي المغربي بالتدابير المتخذة لمواكبة تفعيل المحور المتعلق بمحاربة العنف ضد الأطفال في مختلف القطاعات. وأشار، في هذا السياق، إلى أنه جرى إحداث لجنة متابعة مكلفة بإعداد استراتيجية لمحاربة الاعتداء الجنسي على الأطفال، وتحديد المبادرات التي يتعين القيام بها في هذا المجال، وخلق قاعدة بيانات، بتعاون مع جميع الأطراف المعنية، بما فيها منظمة الأممالمتحدة للطفولة، من أجل سد العجز الحاصل في المعلومات وتحديد استراتيجية أكثر ملاءمة بغرض مواجهة كل أشكال العنف ضد الأطفال، وإقامة حملات وطنية للتحسيس بمحاربة العنف ضد الأطفال، ينظمها المرصد الوطني لحقوق الطفل، والقطاعات والمنظمات غير الحكومية النشيطة في هذا المجال. كما تطرق، في هذا الإطار، إلى إحداث وحدات لحماية الطفولة تستجيب للمعايير الدولية بخلايا الاستقبال، من أجل تلبية الحاجيات العاجلة للأطفال، وخلق خلايا للتكفل بالأطفال ضحايا العنف وسوء المعاملة، على مستوى قطاعات القضاء (النيابة العامة)، والصحة، والتربية، وإعداد استراتيجية وطنية لحماية القاصرين المهاجرين غير المرفوقين، بتشاور مع الأطراف المعنية. وعلى المستوى القانوني، أكد هلال أن المغرب صادق على "البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع الأطفال واستغلال الأطفال في البغاء وفي المواد الإباحية"، واتخذ سلسلة من الإصلاحات التشريعية والمؤسساتية المهمة، في إطار الوقاية من كل أشكال العنف ضد الأطفال. من جهة أخرى، أعرب هلال عن أسفه لكون الاستغلال الجنسي للأطفال يشكل أحد أسوأ أشكال انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفئة الأكثر هشاشة في كل المجتمعات، مشيرا إلى أن ارتفاع وتيرة الاعتداء الجنسي بالعمل وبالمنزل وبالمؤسات التعليمية، وبالأماكن العامة، يشكل التحدي الكبير الذي تواجهه المجتمعات.