قالت مصادر مطلعة أن بعض الجهات المسؤولة مارست ضغطا معنويا على 3 مختبرات مغربية لضمان استمرار توفير مادة الأنسولين السريع، الخاص بعلاج مرضى داء السكري، للحيلولة دون وقوع مشاكل صحية للمصابين، لما يخلفه ذلك من مشاكل صحية وخيمة، سيما للأطفال والمسنين. وأوضحت مصادر "المغربية" أن سعر الأنسولين السريع تراجع، خلال الأسبوع الجاري، إذ انخفض بحوالي 30 في المائة، علما أن سعره يتراوح بين 135 و200 درهم، بعد أن عاش المرضى مشاكل مع صعوبة الوصول إلى هذه المادة، واضطرارهم إلى تحمل النفقات الباهظة لاستعمال نوع من الأنسولين باهظ الثمن. وقال محمد خلافة، رئيس "الجامعة المغربية لداء السكري"، ل"المغربية"، إن مرضى السكري من النوع الأول، الذين يحتاجون إلى الأنسولين السريع، عانوا خلال الفترة الماضية، سيما القاطنون بالمدن الصغيرة والقرى البعيدة، من تبعات المشاكل التقنية لدى المختبرات الصيدلية المعنية بتوفير المادة، وبضمان حسن توزيعها لتصل إلى الصيدليات، ما كان يضطر الأطباء المعالجين إلى وصف علاجات تعويضية لمرضاهم، عبارة عن مادة أنسولين مختلفة ومكلفة جدا، تصل إلى 540 درهما. وأكد خلافة، الأخصائي في علاج أمراض السكري، أن المصابين لا يعانون أي مشاكل مع توفر الأقراص المعالجة للسكري، لتوفرها بكميات كافية، خاصة بعد اعتماد العلاج بواسطة الأدوية الجنيسة. وأكدت وزارة الصحة، في بلاغ لها، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن دواء الأنسولين متوفر في جميع المؤسسات الصحية عبر أقاليم وعمالات المملكة، وأنها تخصص 50 مليون درهم لشراء مليوني قارورة أنسولين، ما يكفي لعلاج جميع المرضى، وبالتالي، يمكن لمرضى السكري مستعملي هذا الدواء، التوجه إلى المراكز الصحية القريبة من محل سكناهم، لأخذ حصتهم منه مجانا، حسب وصفة الطبيب المعالج. وأبرز البلاغ أن وزارة الصحة "تضع مكافحة داء السكري ضمن الأولويات الصحية الوطنية في مخطط عملها 2008-2012، لأن الداء يعتبر من الأمراض المزمنة الأكثر انتشارا في العالم، وتخلّف مضاعفاته آثارا اقتصادية على الأفراد والأسر". ووضعت الوزارة رقما هاتفيا اقتصاديا رهن إشارة المرضى، للاستفسار أو للإبلاغ، إذ تعذر عليهم الاستفادة من هذه المادة(0801 00 53 53). وورد في البلاغ نفسه أن وزارة الصحة "تعمل على الوقاية من داء السكري، وعلى توفير العلاجات اللازمة للمرضى، الذين يقدر عددهم في المغرب بحوالي مليون ونصف شخص، بينهم 350 ألف تتكلف بهم المصالح التابعة لوزارة الصحة، بينما يحتاج 160 ألف منهم للعلاج بدواء الأنسولين".