فرض الأنسولين المصنع داخل المغرب نفسه بقوة داخل الصيدليات الجزائرية، إذ تعاقدت عدة شركات للأدوية والمختبرات الجزائرية مع نظيراته المغربية بهدف توفير كميات هائلة من الأنسولين المصنع بالمغرب داخل سوق الدواء الجزائري. غير أن أصواتا ارتفعت بالجزائر بهدف التقليص من إغراق سوق الدواء بالمنتوج المغربي المذكور، لأن ذلك يهدد معامل إنتاج الأنسولين المنتشرة في الجزائر على الرغم من قلتها. وأوضحت مصادر جزائرية أن دخل إنتاج الأنسولين السنة الماضية وصل إلى 2 مليون وحدة بيع من مادة الأنسولين بأنواعه الثلاثة السريع،والمتوسط، والبطيء وبنوعية ومقاييس جودة عالمية، إلا أن هذه المعامل الجزائرية أصبحت مهددة بالإغلاق. وتسمح القدرات الإنتاجية لمصنع قسنطينة للأنسولين من تغطية 80 بالمائة من الاحتياجات السنوية للجزائر في هذه المادة الإستراتيجية التي كانت مجموعة "نوفورديسك" تسيطر على تزويد الجزائر بها سنويا من خلال عقود مع الصيدلية المركزية للمستشفيات، تصل مدتها إلى ثلاث أو أربع سنوات في كل مرة، مما جعل المريض الجزائري رهينة لهذا المختبر رغم وجود منافسين عالميين له من حيث الجودة والسعر وحتى مع دخول الجزائر عصر إنتاج الأنسولين وبنوعية ومقاييس عالمية، واصلت الصيدلية المركزية التزود بهذه المادة من مصادر أجنبية رغم وجود إنتاج وطني وبأسعار تنافسية جدا، ولم تتعد كمية الأنسولين الذي حصلت عليه الصيدلية المركزية من مجمع "صيدال" 150 ألف وحدة بيع في السنة ومن خلال عقود مؤقتة في حين كانت تتعاقد مع مختبرات أجنبية لسنوات طويلة، ولم يتعد العقد المبرم مع "صيدال" نوع واحد وهو "الأنسولين" السريعة. تجدر الإشارة إلى أن أدوية جزائرية كثيرة تأخذ طريقها إلى السوق المغربية عن طريق التهريب لكن السلطات المختصة بوجدة باتت تتصدى لها نظرا لخطورتها على صحة المستهلك المغربي لأن أغلب هذه الأدوية يتم تهريبها عبر الحدود،وتفقد فعاليتها لتعرضها لدرجة الحرارة وغيرها من المؤثرات.