خضع الشقيقان غانم (19 سنة)، وسعيد (18 سنة)، لعملية ختان تأخرت كثيرا، إثر معاناتهما مع مرض الهيموفيليا، (عدم تخثر الدم)، الذي يعرف لدى العامة ب"جريان الدم"، ويصعب بسببه وقف سيلان الدم، في حالة تعرض المصاب لجرح، ولو بسيط. وكان مرض الشقيقين مستعصي العلاج، وتسبب في انقطاعهما المبكر عن الدراسة، وفي انطوائهما وانزوائهما بعيدا عن المعارف والأصدقاء. وتردد والدهما، المدعو المصطفى، الذي يتحدر من دوار أولاد علي، بإقليم الجديدة، بمعية عمهما المقيم بالدارالبيضاء، على أطباء جراحين، لإجراء عملية الختان، إلا أن الأطباء كانوا يفضلون عدم الخوض في مغامرة غير محسوبة العواقب. وكان طبيب واحد أبدى استعداده لمساعدة الشابين، لكن مبلغ 30 مليون سنتيم، الذي طلبه لتسفيرهما إلى فرنسا لإجراء العملية الجراحية، كان فوق طاقة الأب الفقير. وتناهى إلى علم الأب أن ثمة "معلم" يدعى بوشعيب، يزاول مهنة الحلاقة بزاوية سيدي إسماعيل، على بعد 45 كلم جنوبالجديدة، كان تتلمذ على أيدي معلمين حجامة تقليديين، وعلى يدي طبيب، ويمارس مهنة الحلاقة والإعذار، وذاع صيته في دكالة. اتصل الأب ب"المعلم"، الملقب ب"ولد الشريبي"، فأبدى استعداده لمساعدته ومساعدة ابنيه الشابين. وقبل إجراء العملية، اشترط مجالسة الابنين، للتحدث إليهما، ومعرفة قصتهما وحالتهما الصحية والنفسية. وهو ما تأتى له. وجد "المعلم الحجام" الشابين على حافة الانهيار، ويفكران في الانتحار، بعد أن أغلقت الأبواب في وجهيهما، وسخر منهما المجتمع، بسبب مرضهما. ومع مرور الأيام، استطاع ولد الشريبي أن يكسب ثقتهما، ويقنعهما بإجراء الختان على يديه، وتكللت العملية بالنجاح، ما أعاد البسمة إلى غانم وسعيد، واسترجعا الأمل، وأصبحا يمارسان حياتهما بشكل طبيعي. ووقع والد الشابين إشهادا ل"المعلم الحجام" "ولد الشريبي"، اعترافا منه بنجاح عملية الختان، بفضل تجربته. وأقامت العائلة حفلا كبيرا، حضره الأقارب والجيران.