قالت مصادر حقوقية صومالية إن 17 شخصا قتلوا وأصيب 65 آخرون في قتال جرى، أول أمس الأربعاء، شمال العاصمة مقديشو بين القوات الحكومية ومقاتلي حركة الشباب المجاهدين، الذين نجحوا في السيطرة على فندق استراتيجي يقترب من القصر الجمهوري.وأوضح منسق بخدمة الإسعاف أن معظم الخسائر البشرية وقعت عصرا، عندما اشتد القتال بين الجانبين، متوقعا أن ترتفع حصيلة القتلى نظرا لأن أكثر المصابين في حالة خطيرة نتيجة للقصف المتبادل. أما وزير الدولة الصومالي للدفاع، شيخ يوسف محمد، فوصف القتال، الذي جرى بأنه نصر للقوات الحكومية، مشيرا إلى أسر عدد من مقاتلي حركة الشباب ووعد بأن يعلن عن التفاصيل. في الوقت نفسه نقلت وكالة رويترز عن سكان بالعاصمة أن حركة الشباب أعدمت اثنين من الموظفين بشركة اتصالات في مقديشو بعد اتهامهما بالتجسس لحساب الحكومة والمشاركة في توجيه المدفعية الحكومية نحو مواقع المعارضين. وأكدت حركة الشباب أنها مصممة على إفشال ما تُخطط له الحكومة الانتقالية، حيث وصفت إعلان الولاياتالمتحدة أنها ستساعد الحكومة على استرداد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بالسراب. من ناحيته، اتهم علي محمود راجي المتحدث باسم حركة الشباب، شركات أميركية مثل "بلاك ووتر" بالوقوف وراء اغتيالات طالت قيادات ميدانية للمعارضة. وشبَّهَ راجي استعانة الحكومة بالأميركيين بالاستنجاد بالشيطان. ومنذ بداية العام 2007 تواجه الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب تمردا متصاعدا لدرجة أنها لم تعد تسيطر إلا على بضع بنايات منذ الهجمات التي شنتها الجماعات المناوئة لها في ماي الماضي. وتقول الحكومة منذ عدة أشهر إنها ستشن هجوما كبيرا لكنها لم تنفذ الخطة بعد، في حين صعد المناوئون لها من هجماتهم في أجزاء مختلفة من المدينة في الأسابيع الأخيرة وردت قوات الحكومة بقصفهم. يذكر أن الصومال يفتقد لوجود حكومة فاعلة منذ 19 عاما، وتقول الدول الغربية والدول المجاورة إن البلد الذي تسوده الفوضى يستخدم ملاذا من جانب "المتشددين"، علما أن هذه الفوضى سمحت لعصابات القراصنة بالازدهار وجمع ملايين الدولارات من خطف السفن في خليج عدن والمحيط الهندي. من جهة أخرى، أكد برنامج الأغذية العالمي أن النتائج التي توصل إليها تقرير للأمم المتحدة وأفادت عن سرقة قرابة نصف المساعدات الغذائية الموزعة في الصومال, لا أساس لها. وحسب تقرير لمجموعة المراقبة التابعة للأمم المتحدة حول الصومال، الذي اطلعت وكالة فرانس برس على جزء منه, فان برنامج الأغذية العالمي يدير موازنة من 485 مليون دولار من المساعدات الغذائية, لكن قرابة "30 في المائة من المساعدة اختلسها شركاء محليون لبرنامج الأغذية العالمي والعاملون في الوكالة التابعة للأمم المتحدة و10 في المائة اختلستها مجموعات مسلحة تسيطر على المنطقة". ورد مسؤول في برنامج الأغذية العالمي على سؤال لوكالة فرانس برس أن " الاتهام الوارد في هذا التقرير الذي يفيد انه جرى اختلاس نصف برنامج المساعدات الغذائية لبرنامج الأغذية العالمي لا أساس له". وأضاف هذا المسؤول الذي لم يشأ الكشف عن هويته "على الرغم من ظروف عمل خطيرة للغاية, سعى برنامج الأغذية العالمي إلى احترام كل القواعد المتعلقة بتدخلاتنا في الصومال". وفي معرض الحديث عن استعداده للتعاون والتحقيق حول كل التجاوزات الواردة في التقرير, كشف برنامج الأغذية العالمي ما اعتبر انه خمسة أخطاء على الأقل في التحقيق الذي يتهمه. وفي التقرير, جاء خصوصا أن ثلاثة رجال أعمال صوماليين يتقاسمون لوحدهم 80 في المائة من 200 مليون دولار من عملية توزيع المساعدات, وهي شبكة يسيطرون عليها منذ 12 عاما "مع عائلاتهم ومقربين شركاء". ذلك أن المتعاقدين الثلاثة الرئيسيين من الباطن استفادوا في 2008 من 26 مليون دولار (17 % من إجمالي موازنة بقيمة 150 مليون دولار) وفي 2009 من 4 ,41 مليون دولار (22 % من موازنة بقيمة 187 مليون دولار), حسب برنامج الأغذية العالمي.