لقي أزيد من 17 شخصاً مصرعهم، وأصيب مثلهم تقريباً في اشتباكات "قبلية" عنيفة استمرت بصورة متقطعة على مدى يومين بمحافظة "مدق" وسط الصومال، فيما كان المئات من الصوماليين يخرجون في مظاهرة مناوئة لحركة الشباب المجاهدين في العاصمة مقديشو. إذ نقلت وسائل إعلام صومالية وإفريقية أنباء عن اندلاع اشتباكات عنيفة، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، بما فيها المدافع الثقيلة، في وسط الصومال، أسفرت عن مقتل وإصابة نحو أربعين شخصاً. وأشارت التقارير إلى أن القتال اندلع إثر خلاف بين القبيلتين على الأراضي والمياه، وأن 17 شخصاً لقوا مصرعهم، وأصيب قرابة 20 آخرين، حسب ما أفادت به وكالة "القرن الإفريقي". وفي شوارع العاصمة مقديشو، تظاهر مئات الصوماليين للاحتجاج ضد حركة الشباب المجاهدين"، ورددوا شعارات ضد الحركة، إثر قيامها أخيراً بهدم العديد من أضرحة رجال الدين الصوماليين. وأفادت الأنباء أن معظم المتظاهرين كانوا من النساء والأطفال والمقاتلين الذين ارتدوا الملابس البيضاء وتسلحوا بالرماح والدروع الخشبية، بينما حظيت بحماية قوات الأمن الحكومية، حسب ما ذكره الصحافي في إذاعة شيبللي، يوسف عمر. وقال محي الدين حسن أفرح، أحد القياديين لجماعة تمثل المجتمع المدني، الذي قام بتنظيم المظاهرة، إن المواطنين امتعضوا حقاً من قيام حركة الشباب بهدم أضرحة رجال دين صوفيين. من جهة أخرى، أظهرت صور من الصومال حصلت عليها قناة الجزيرة مشاركة قوات حفظ السلام الإفريقية إلى جانب قوات الحكومة ضد المعارضة الإسلامية في القتال الدائر في العاصمة مقديشو. ويعود تاريخ تلك الصور إلى 11 مارس الماضي وتظهر فيها آليات ودبابات القوة الإفريقية وهي تطلق النار في محيط فندق غلوبال الذي يبعد نحو ثلاثة كيلومترات فقط عن القصر الرئاسي. وكانت وحدات من حركة الشباب المجاهدين هاجمت يومئذ القوات الحكومية المتمركزة قرب الفندق وأجبرتها على الانسحاب بعد مواجهات عنيفة إلا أن الحكومة الانتقالية استعادت في اليوم التالي المواقع التي خسرتها بمساعدة القوات الإفريقية. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق على تلك الصور من جانب القوات الإفريقية المكونة من وحدات أوغندية وبوروندية. يشار إلى أن الأسباب التي دعت تلك القوة إلى المشاركة في القتال لم تتضح، مع العلم أن قرار الأممالمتحدة ينص على عدم جواز تدخلها في القوات بوصفها قوات سلام. في غضون ذلك صادقت حكومات دول الاتحاد الأوروبي على مهمة تدريب القوات الصومالية على أن تبدأ اعتبارا من الأسبوع المقبل على أراضي أوغندا. وسيشارك فريق تدريبي مكون من مائة رجل بينهم عشرون ألمانيا بتدريب نحو ألفي جندي صومالي على أن تخضع المهمة لقيادة إسبانية. غير أن بعض الدول أبدت قلقها من أن تدريب تلك القوات وتزويدها بأسلحة قد يسبب مزيدا من المشكلات بدلا من حلها إذا ما جرى ذلك دون التزام طويل المدى بدفع أجورهم وإعطائهم دعما مؤسسيا. يشار إلى أن التدريب جزء من مجهود أوسع لدعم الحكومة الانتقالية في الصومال بوجه تمرد تقوده جماعات إسلامية يعتقد أن بعضها يرتبط بعلاقة مع تنظيم القاعدة. في غضون ذلك وقعت اشتباكات وصفت بأنها عنيفة بين قوات حرس الحدود الكينية ومقاتلي حركة الشباب المجاهدين الصومالية، إثر توغل الأخيرة داخل الأراضي الكينية. وقال شهود عيان صوماليون إن مقاتلي حركة الشباب توغلوا مسافة كيلومتر واحد داخل تلك الأراضي. وذكر مواطن صومالي من بلدة طوبلي رفض الكشف عن هويته، أن الاشتباكات اندلعت بين الجانبين يوم أمس عقب تحرك مقاتلي الشباب من بلدة طوبلي الصومالية باتجاه الحدود الكينية. وأضاف أن القوات الكينية أجبرت مقاتلي الحركة على التراجع نحو البلدة حيث يتخندقون حاليا في مدخلها الغربي تحسبا لهجمات قد تشنها عليهم القوات الكينية في وقت تسود البلدة حالة من الاضطرابات والترقب وسط المدنيين. وتستدرج حركة الشباب المجاهدين وفق مصادر صومالية مطلعة، قوات حرس الحدود الكينية عبر توغل عناصرها داخل الأراضي الكينية، لإرسال رسالة إلى السياسيين الكينيين لطرد مقاتلي أحمد مدوبي الموالين للحزب الإسلامي من كينيا. وأضاف المصدر أن الاشتباكات المحدودة تحولت إلى حرب شاملة بين الجانبين غير المتكافئين، ما ينعكس سلبا على المدنيين الصوماليين، الذين يواجهون ظروفا إنسانية صعبة.