صدر، أخيرا، وبمناسبة المعرض الدولي للنشر والكتاب، العدد المزدوج 15 و16 من مجلة "البيت"، المجلة الفصلية التي يصدرها "بيت الشعر في المغرب" بدعم من وزارة الثقافة، تصدرته صور فوتوغرافية بعدسة الفنان جمال بنعبد السلام.وللإشارة فإن جمال بنعبد السلام، طبيب النفساني بالرباط، ينجز ذاكرة فوتوغرافية للمغرب باللونين الأبيض والأسود، في أفق رؤية المدرسة الإنسانوية الفرنسية. يتضمن العدد الجديد من المجلة حوارا طويلا مع الشاعر العراقي الراحل سركون بولص، أنجزه الشاعر حسن نجمي سنة 2002 في سان فرانسيسكو الأميركية، أثناء مقامه هناك بضعة أيام بسبب ضياع جواز سفره، عنونه ب"أبكي أحيانا لأن لغتي تموت"، وجاء في تقديمه: "كان سركون تكثيفا للشعرية العراقية كلها، كان مصاهرة مفتوحة على أبرز وأعمق وأصفى المرجعيات والخبرات الشعرية والجمالية العربية. غذى الآخرين وتغذى منهم، أضاءهم وأضاؤوه، رافقهم وصاحبهم واستأنس بهم فاستأنسوا به، أحبهم وأحبوه. وعثر على مكانه بينهم على الخريطة، كما عثر على لغة داخل اللغة. ابتكر للمنفى، للعزلة، للصمت، للمغامرة، للمجهول معجبا، يليق بكل هذه الحالات، التي تحيي وتميت. كأنما حملته محفة القصيدة إلى أعالي الحياة، ثم نزلت به إلى أعماق اللؤلؤ وهشاشة العشب. بدت له الأرض برية مفتوحة فانتشر فيها. من كركوك إلى بغداد، إلى دمشق، إلى بيروت، إلى سان فرانسيسكو. ثم ظل يسافر في أطراف الأرض، يكتب ويقرأ الشعر، ويعيشه. يلتقي شعراء. يتذكر شعراء وينسى شعراء. يمد يده إلى رفوف وبكسر أخرى، وإلى كتب كي يقرأ، وكي يتخلى. كان يشبه قصيدته، وكانت قصيدته تشبهه...". أما أبواب العدد فتوزعت على النحو الآتي: باب "أراض شعرية" تضمن قصائد الشعراء: جورج باطاي، وهنري ميشو، وروبير ديسنوس، وحسن المفتي، وعبد اللطيف اللعبي، ومحمد الصابر، وأيوب بلمليح. وباب "مؤانسات الشعري" شمل الدراسات التالية: "من الأرض اليباب إلى الفردوس الاصطناعي" لفرانكو موراتي، و"ترجمان الأشواق أو الحلم بالكتابة" لمحمد غزال، و"قراءة في ديوان "مذكرات زهرة الأوكاليبتوس"" لبنعيسى بوحمالة، و"الغريب سركون بولص أو قدم جلجامس" لنبيل منصر. كما تضمن الباب ملفا نقديا عن تجربة أبي القاسم الشابي الشعرية. وخص العدد "باب مقيمون في البيت" للشاعر جمال الدين بن الشيخ بترجمة منتخبات من شعره تحت عنوان "مرآة يلهبها زبد حي"، إنجاز وتقديم الشاعر مبارك وساط. وفي الباب الأخير الموسوم ب"ذاكرة"، أعاد بيت الشعر نشر محاضرة أبي القاسم الشابي عن كتاب " الأدب العربي في المغرب الأقصى" لمحمد بلعباس القباج، مرفقة بإضاءة تبرز القيمة التاريخية للمحاضرة. وموازاة مع ظهور العدد، صدرت، ضمن "منشوات بيت الشعر في المغرب"، دراسة نقدية أنجزها عبد الدين حمروش بعنوان" المكان الفني في شعر أحمد بركات"، كما صدرت المجموعات الشعرية التالية: "أشياء السيدة التي نسيت أن تكبر وقصائد أخرى" للشاعر التونسي منصف الوهايبي، و"كأني أفيق" لعبد الرفيع الجواهري، و"أثر الصباح على الرخام" لمحمد عزيز الحصيني، و"مقعد بين حلمين" لعزيز الحاكم، و"حارس النبض" لجمال أماش، و"راعي الفراغ" لعبد الجواد العوفير، و"أزهار من بستان الشعر العالمي" لإدريس الملياني.