أصدر "بيت الشعر في المغرب"، بمناسبة الاحتفاء بالشاعر العربي الكبير سعدي يوسف، الحاصل على جائزة الأركانة العالمية للشعر هذا العام، التي يمنحها بيت الشعر بدعم من صندوق الإيداع والتدبير، عددا مزدوجا ) العدد 13 و14 (من مجلة "البيت" الفصلية، التي تعنى بقضايا الشعر وترجمته، ونقده، يدعم من وزارة الثقافة.وجاء العدد المزدوج، الذي تزين غلافه لوحة للفنان والشاعر عزيز أزغاي تضم صورة للشاعر العربي سعدي يوسف، متضمنا مجموعة من المواد الغنية، أبرزها حوار مع الشاعر، الفائز بجائزة الأركانة بعد الراحل محمود درويش، العراقي سعدي يوسف، بعنوان "لا وطن، لا منفى"، أجراه معه في صيف هذا العام الشاعر حسن نجمي، الرئيس السابق لبيت الشعر في المغرب، يكشف فيه سعدي عن طرق اشتغاله على القصيدة، كشاعر كبير فتح الشعرية العربية على الأفق الشعري العالمي، ويتحدث عن أسرار لغته، وبلاغة الحذف والبياض في قصيدته، وعن مشروعه الشعري المقبل، الذي تتداخل فيه العديد من الأشكال وتتجاور. إلى جانب هذا الحوار الشيق، تتضمن المجلة مجموعة من الأبواب هي: أراض شعرية، ومؤانسات الشعري، ومقيمون في البيت، ويوميات، ثم أعمال من اللانهائي. يتضمن باب "أراض شعرية" قصائد للشعراء: سعدي يوسف، وروني شار، وتينا إميلياني، وحمزة كوتي، ومحمود قرني، وعاطف عبد العزيز، وأحمد بلبداوي، ومبارك وساط، وجمال أماش، ورجاء الطالبي، ولبنى المانوزي. ويشتمل باب "مؤانسات الشعري" على الدراسات التالية: "من الخيال إلى التخييل " لجان ماري شايفير، ترجمة وتقديم مصطفى النحال، و"اليد التي تكتب الرماد" لمحمد غزال، و"قصيدة النثر" لميشيل ساندرا، ترجمة محمد آيت لعميم، و"الشعر والسياسة" في مسار محمود درويش لعبد الله ساعف. خصت المجلة باب "مقيمون في البيت" لشذرات من شعر نساء البشتون، التي جمعها وأعدها الشاعر الأفغاني الراحل سيد بهاء الدين مجروح )1928- 1988(، بتعاون مع الشاعر الفرنسي أندري فيلتر، وصدرت في كتاب بعنوان " الانتحار والغناء" ضمن منشورات غاليمار بباريس. أنجز ترجمتها مرفقة بتقديم مركز، الشاعر حسن نجمي. وفي باب "أعمال من اللانهائي" يجد القارئ متابعة نقدية للأعمال الآتية: "الكتابة بيدين" لعبد السلام بنعبد العالي، و"أيتام سومر" لبنعيسى بوحمالة، و"الأعمال الشعرية" لمليكة العاصمي، و"الأعمال الشعرية " لنوري الجراح، و" فراشة من هيدروجين" لمبارك وساط، و"حناجرها عمياء" للطيفة المسكيني. وفي كلمة هذا العدد، المخصصة للموت والغياب في الشعر العربي، جاء أن "الشعر العربي ينطوي على مسار خصيب لدلالة الموت ولحضوره الجمالي، إن لم يقترن دوما بدال الموت، انسجاما مع طاقة الشعر على ملامسة موضوعه من جهات متباينة، أي مما يوازيه أو يقابله أو يحجبه أو يقترن به بوشيجة بعيدة وخفية. منطلق هذا المسار الطويل، يشهد عليه الشعر الجاهلي، الذي أسس شعريا لفكرة الموت وارتقى بها إلى منطقة السؤال الشعري، فظل هذا الشهر، تبعا لذلك، يغري بدراسات فكرية، لها، عن هي تحققت، أن تمتد بالدراسات البلاغية والبنيوية والدلائلية، التي كان الشعر الجاهلي في الغالب الأعم موضوعا لها، نحو الأبعد والأقصى"