يتسلم الشاعر العراقي، سعدي يوسف، يومه السبت 24 أكتوبر الجاري، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، جائزة الأركانة العالمية للشعر، التي يمنحها "بيت الشعر في المغرب"،الشاعر العراقي سعدي يوسف وذلك بدعم وتمويل من مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، بحضور العديد من الشخصيات والفاعلين في الحقل الثقافي بالمغرب، وحضور الفنان والموسيقار العربي الكبير نصير شمة، الذي سيحيي احتفالية الأركانة لهذه السنة. فبعد فوز الشاعر الصيني بيي ضاو بالجائزة في دورتها الأولى، وفوز الشاعر المغربي محمد السرغيني في دورتها الثانية، وفوز الشاعر العربي الكبير الراحل محمود درويش بجائزة الدورة الثالثة، وتحديده لتاريخ 24 أكتوبر من العام الماضي لتسلمها، لكن القدر فاجأه، وتخلف عن الموعد، وظل حضوره بهيا رغم الغياب، وترسخ الموعد الذي حدده لتسلم جائزته تقليدا سنويا لدى "بيت الشعر في المغرب"، يأتي دور الشاعر العراقي الكبير، سعدي يوسف، الذي يقيم في بريطانيا، ويحمل معه وطنه أينما حل وارتحل، ليفوز بجائزة الأركانة العالمية للشعر في دورتها الثالثة، ويدشن ترسيخ تنظيم"بيت الشعر في المغرب" للجائزة سنويا، بدل مرة كل ثلاث سنوات، والارتقاء بقيمتها المادية من 8000 دولار إلى 10 آلاف دولار، وقيمتها المعنوية، التي تجلت في حصول أسماء وازنة في الشعر العربي والعالمي عليها. وفي تصريح ل "المغربية" ذكر الشاعر نجيب خداري، رئيس "بيت الشعر في المغرب"، أن "جائزة الأركانة العالمية للشعر محطة أساسية في تاريخ البيت، وحدث ثقافي كبير في المشهد الشعري المغربي والعربي، سعينا لتطويره والارتقاء به ماديا ومعنويا، إذ أنه بعد النجاح الجماهيري اللافت، الذي رافق الاحتفاء بأركانة محمود درويش، قررنا، بتنسيق مع وزارة الثقافة، والجهة الممولة مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، ومسرح محمد الخامس، أن نجعلها سنوية، بعد أن كانت تمنح كل ثلاث سنوات، كما جرى الرفع من قيمتها المادية إلى 10 آلاف درهم، بفضل الدعم المباشر والدائم لصندوق الإيداع والتدبير، كما جرى تطوير لجنتها، التي كانت مغربية محضة، وأصبحت اليوم تضم أسماء عربية وازنة، هذا ناهيك عن حرصنا على أن يحظى الحدث بمصاحبة فنية تليق بمستواه". وأضاف خداري أنهم في البيت يعملون على أن تصبح جائزة الأركانة جائزة استثنائية وفريدة، مثلها مثل شجر الأركان، الذي تحمل الجائزة اسمه، والذي لا ينبت إلا في المغرب، ويسعون إلى تصحيح مسار البيت، الذي ولد أعرجا، حسب رأيه، بسبب عقلية الإقصاء، التي كانت سائدة فيه، وكانوا يعانونها. وأشار إلى أنهم يحاولون "تخليص البيت من ذلك الأفق الضيق، وتطوير الجانب الراقي فيه، والحرص على تنظيم أنشطته في أمكنة راقية، تليق بمستوى أحداثه". وفي تقرير لجنة تحكيم جائزة الأركانة، التي ترأسها الناقد السوري صبحي حديدي، وكان في عضويتها، الشاعران التونسيان منصف الوهابي ومحمد الغزي، والناقد المغربي بنعيسى بوحمالة، إلى جانب الشاعرين المغربيين حسن نجمي ونجيب خداري، جاء أن تسليم الجائزة للشاعر سعدي يوسف يعود لمنجزه الشعري الشامخ والثري، الممتد على مدى ستة عقود، الذي "يؤشر على كد تصوري عصامي وملحاح، وعلى مثابرة كتابية جديرة بالإشادة، كانت لهما آثار ملموسة ومحفزة، سيان في الوعي الشعري العربي المعاصر أو في الذائقة القرائية بالعالم العربي". الشاعر سعدي يوسف من مواليد البصرة 1934، غادر العراق في سبعينيات القرن الماضي، تنقل بين عدة دول عربية وغربية، ليستقر به المقام في بريطانيا، منذ عام 1999. أصدر العديد من الدواوين والمجاميع الشعرية، منها: "قصائد مرئية" 1965، و"الأخضر بن يوسف ومشاغله" 1972، و"قصائد أقل صمتا" 1979، و"إيروتيكا" 1994، و"جانة القرد المفكر" 1997، و"الشيوعي الأخير يدخل الجنة" 2007. كما قام بترجمة أعمال كبار شعراء العالم إلى اللغة العربية أمثال كافافي، ووالت ويتمان، ويانيس رستوس، ولوركا. حصل على العديد من الجوائز الأدبية والشعرية الرفيعة، منها جائزة سلطان العويس، والجائزة الايطالية العالمية، وجائزة المتروبولس في مونتريال في كندا العام الماضي.