أعادت مصالح الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة، ظهر أول أمس الأحد، تمثيل جريمة حي البرانص، التي راح ضحيتها ثلاث نساء.الظنين تحت حراسة مشددة أثناء عملية تمثيل الجريمة (العاقل) وجرت العملية تحت إشراف النيابة العامة، بحضور مختلف الأجهزة الأمنية. كما حضرت جماهير غفيرة من المواطنين، توافدوا على المكان، للتعرف على هوية الجاني، وصرخوا مطالبين بتنفيذ الإعدام في حق الظنين. وكانت مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية توصلت إلى المتهم من خلال أربع فصائل دم بمكان الجريمة، ثلاث منها للضحايا، وأظهرت تحاليل الحمض النووي أن الفصيلة الرابعة المجهولة للقاتل، أثناء الاشتباك مع الضحايا. وأثناء إعادة تشخيص الجريمة صرح المتهم، المدعو علاء بن حمو (26 سنة)، وهو بلا سوابق، كان يعمل بشركة لصناعة الجبن بالمنطقة الصناعية امغوغة بطنجة، أنه صديق مقرب من الضحايا منذ 25 سنة، وكان متعودا على زيارة منزل الضحايا باستمرار، لمساعدتهن في أشغال البيت. وفي الأيام الأخيرة، بدأت فكرة السرقة تراوده، خصوصا بعد وقوعه في أزمة مادية، ومعرفته بأماكن النقود والحلي في بيت الأسرة. وأضاف أنه توجه، يوم الجريمة، إلى منزل الضحايا بهدف السرقة، حاملا حقيبة ظهر، بداخلها سكين، وبعد دخوله المنزل، قتل ربة البيت، السعدية ( 55سنة)، زوجة إطار جمركي بطنجة، ثم البنت، هنيدة ( 32سنة)، ثم قريبة العائلة، رشيدة (54 سنة). بعد ذلك، غادر المنزل، بعد أن استولى على مبلغ مالي قدره 20 ألف درهم، وسلسلة ذهبية، مستغلا فراغ الحي من السكان، أثناء فترة الظهيرة، إذ لم يشاهده أحد وهو ملطخ بدماء الضحايا، ثم عاد إلى المنزل، مثل أي شخص سمع الخبر، وجاء لمواساة أسرة الضحايا، وساعد في تجهيز مراسيم الجنازة، وحضر مراسيم الدفن بمقبرة المجاهدين، حتى لا تحوم حوله الشكوك من قبل أفراد العائلة. ومساء يوم الجريمة، باشرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي قدمت من الرباط، بتعاون مع مصالح الشرطة القضائية، عملية التحقيق، وركزت على وسط عائلات الضحايا، ومنها والدة المتهم، التي تعد من أعز صديقات الضحية. وأثناء التحقيق معها، صرحت أن ابنها علاء كان يرافقها، منذ صغره، إلى منزل السعدية، وتربى وسط عائلة الجمركي، ما جعله يربط علاقة صداقة مع أفراد العائلة، كان يتخللها تبادل الزيارات بصفة مستمرة، كما تعود على القدوم إلى منزل الضحية، لمساعدتها في الأشغال المنزلية. وجعلت تصريحات والدة المتهم المحققين يستدعونه لاستنطاقه، بمقر ولاية الأمن، خاصة أنهم لاحظوا جرحا في يده أثناء حضوره مراسيم الجنازة، وبعد استفساره عن سبب الجرح، أجاب أنه أصيب أثناء تعرضه لاعتداء بالسلاح الأبيض من قبل أشخاص اعترضوا سبيله. كما حاول تضليل عناصر الشرطة القضائية من خلال إخفائه أداة الجريمة عند صديق له بحي العوامة، فيما رمى حافظة نقود إحدى الضحايا بقناة للصرف الصحي، في سوق الجملة قرب مسكنه، أما ملابسه الملطخة بالدماء، فطلب من شقيقته أن ترسلها إلى مصبنة بالعوامة، وصرف ألفي أورو (حوالي 20 ألف درهم) في أحد مكاتب الصرافة بالعوامة، من أجل دفع تكاليف الهجرة بطريقة غير شرعية، كما فكر، حسب تصريحاته، في إضرام النار في منزل الجمركي، مسرح الجريمة، لإخفاء آثار فعلته، الأمر الذي لم يتحقق له بعدما عادت ابنة الضحية، السعدية، من المدرسة وبدأت تطرق الباب، وتضغط زر المنبه، ما جعله يرتبك، ويفر من مرآب السيارة، في الجهة الخلفية للمنزل. وقال نائب الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بطنجة، محمد سيداتي أباحاج، في تصريح لممثلي وسائل الإعلام، إن المتهم، الموجود حاليا تحت الحراسة النظرية، سيحال على النيابة العامة، بعد استكمال التحقيق، لتتخذ في حقه الإجراءات القانونية، وفق المسطرة الجنائية المعمول بها.