وضعت اللمسات الأخيرة، لانطلاق إنجاز محطة لتصفية المياه العدمة، على نهر أم الربيع، بقصبة تادلة، بشراكة مع المجلس البلدي لتادلة، ووزارة الاقتصاد والتنمية بهولندا، وشركة هولندية متخصصة في بناء محطات التصفية، وهي شركة مندمجة مع أخرى مغربية.أعلن ممثل بلدية تادلة، خالد المنصوري، رفقة ممثل الشركة الهولندية، يوب كولسن، في ندوة صحفية بفندق أزود، ببني ملال، الخميس الماضي، عن قرب انطلاق إنجاز محطة لتصفية المياه العدمة بالمنطقة، إذ أبرز المستشار الجماعي للبلدية، أن هناك 15 مصبا يلوث نهر أم الربيع، و72 مدينة تصب مياهها فيه وتلوثه، وتؤثر على سد المسيرة، ثم إن المياه التي تمر عبره من تادلة، تحول إلى سقي أراضي بني عمير، ما يجعل المنتوج الفلاحي مهددا، ومياه سد المسيرة تزود الجديدة والدارالبيضاء بنسبة 40 في المائة، ما يجعل المشروع في تصور المتحدث مهما، يساهم في تحسن التغذية، ويتجاوز مشكل التلوث في النهر. واعتبر أن تادلة هي أول مدينة تتشرف بمشروع من هذا القبيل، في المغرب وإفريقيا، واستغرق الأمر مدة خمس سنوات، إذ انطلقت المشاورات مند شتنبر لسنة 2005، إلى أن انتهت الدراسة، وعادت نتائج التحليلات الخاصة بالصبيب والمكونات، والحلول المقترحة من طرف الوفد الهولندي، وحددت خمسة مراحل لانجاز المشروع: المرحلة الأولى انطلقت مند فاتح يناير الماضي، وتنتهي في 15 مارس المقبل، وهي خاصة بإخبار الشركاء المحليين بقبول الدعم، وتسليم قرار ذلك من طرف الحكومة الهولندية، لتبدأ العملية الثانية الخاصة بالتصميم والبناء. وينتهي إنجاز المشروع بالإنتاج والتسويق، وبالتالي تدشين محطة التصفية، بتاريخ 30 يونيو 2012، وحدد المسؤول تكلفة المشروع في حوالي 15 مليون درهم، تساهم فيها الحكومة الهولندية بنسبة 50 في المائة، والمشروع يروم تصفية 70 في المائة من المياه العدمة بتادلة، مع مراعاة الجانب البيئي، وإمكانية إنتاج 300 متر مكعب من البيوغاز في اليوم، تنتج تقريبا 30 كيلوواط في الساعة من الكهرباء، وللمشروع قيمة بيئية وعلمية، سيكون به مركز للتكوين وقاعة خاصة بالبحوث. تجربة عالمية وخلال تدخله، قدم المسؤوول الهولندي كولسن تجربته في ميدان بناء محطات تصفية المياه العدمة في هولندا وفي مجموعة من الدول الأخرى، وأبرز فعالية المشروع ودوره البيئي والعلمي، وفسر طبيعة اختياره لقصبة تادلة لإنجاز المحطة. وذكرت مصادر ذات علاقة بالمجال، أن المشروع النموذجي لمحطة تصفية المياه العدمة، شكل محور جلسات ومجموعة من المداخلات من طرف خبراء من هولندا وخبراء مغاربة في البيئة والتلوث، ويروم المشروع إنجاز محطة لتصفية المياه العدمة على نهر أم الربيع بتادلة، بعد القراءة المتعمقة للوضعية الراهنة للتلوث، واختيار هذا النموذج في التصفية بشهادة هولندية لتكلفته المنخفضة، ونظامه الذي لا يكلف مساحة كبيرة، وهو أحسن تقنية على المستوى العالمي، والمشروع يشكل بداية للتعاون الهولندي مع شركات ومقاولات مغربية من أجل إنجاز مشاريع مماثلة، شريطة أن تكون للمشروع مردودية اقتصادية وآثار بيئية واجتماعية إيجابية، ويشمل البرنامج الهولندي 50 دولة في العالم، أولها المغرب، في إطار برنامج التعاون من أجل الأسواق المحتملة. وتهدف هذه المشاريع إلى دعم المقاولات الخاصة الهولندية للاستثمار في الميدان البيئي، ودعم التعاون مع المقاولات المغربية، وخلق فرص الاستثمار والتعاون بين هولندا والمغرب، ويبقى مشروع تصفية المياه العدمة بتادلة أول مشروع ينجز على نهر أم الربيع في إطار المجال البيئي.