صادق المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أول أمس السبت، في بوزنيقة، على تقرير لجنة الأخلاقيات، وتقرير لجنة الشفافية والمراقبة المالية، وكذا على ورقة حول موضوع "الجهوية الموسعة". وأصدرت لجنة الأخلاقيات عقوبات بحق نحو 35 منتسبا إلى حزب"البام"، تراوحت بين الطرد وتجميد العضوية، إما لثبوت توظيفهم أموالا غير نظيفة في العمل السياسي، أو لمخالفتهم توجيهات الحزب، أو بصدور أحكام قضائية ضدهم تمس بصورة الحزب، كما ورد في التقرير. وحسب تقرير لجنة الأخلاقيات، همت العقوبات المذكورة، بالأساس، عددا من المنتخبين باسم حزب"الجرار"، بمن فيهم بعض الحاصلين على انتدابات تشريعية، بعدما عالجت اللجنة عددا من الشكايات، متعلقة بوقائع السياق الانتخابي. وعلمت " المغربية" من مصادر مطلعة، أن قيادة الحزب كلفت الأمناء الجهويين بإبلاغ المشمولين بقرارات لجنة الأخلاقيات بعدم حضور أشغال المجلس الوطني، دون الكشف عن أسباب هذا المنع. وعرفت أشغال الدورة الثانية للمجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب) طرحا اعتبر "جريئا" لمختلف المشاكل، التي تعيشها المكاتب الإقليمية والجهوية، ووضعية الحزب في مجملها، واستفزت مداخلات بعض برلمانيي الحزب (نحو 400) قيادة الحزب في أكثر من مناسبة، كما قالت القيادية خديجة الكور، في تعقيبها على تساؤلات طرحت في اللقاء. وتمنى القيادي فؤاد عالي الهمة، في كلمة له، لو كان النقاش داخل برلمان الحزب أكثر سخونة وحرارة، حين قال، مبتسما "كنت أنتظر حدة في المساءلة، لكن شفت برلمان الحزب شوية بارد، واش مخدوم؟". وأضاف "إننا نفكر في كل ما قاله الإخوان" ( برلمانيو الحزب) في إشارة إلى وضعية هياكل الحزب الإقليمية والجهوية، "فنحن نشعر وكأننا حزب له رأس سليم، وأطراف شبه مشلولة". مشددا على أن "الأساس الجهوي، الذي تأسس عليه الحزب، كفيل، بمعية آليات أخرى، بتجاوز هذه الوضعية". وبخصوص قضية التحالفات، قال الهمة "اليوم، نعيش وضعية جديدة، نحن في حزب في طور البناء، ولم يخلق ليكون رقما مضافا. لدينا مجموعة من العلاقات مع أحزاب عدة"، مؤكدا أن" دورنا يتعدى مسألة التحالفات والانتخابات. إن دورنا في إطار المساهمة في المشروع المجتمعي أهم بكثير، خاصة إذا كنا قادرين على تقديم خدمة لهذا المشروع". ودعا الهمة برلمان الحزب إلى أن تكون الجماعات، التي يتحمل منتسبون إليه مسؤولية تدبيرها، "نموذجية، حتى يعرف الشعب أنه يمكن أن يكون المغرب الممكن"، يقول الهمة، الذي رسمت مداخلته ما يشبه خارطة طريق مستقبل "البام"، في رأي مشاركين في أشغال المجلس الوطني. واعتبر الأمين العام للحزب، محمد الشيخ بيد الله، في كلمة باسم المكتب الوطني، أن "خانات اليمين واليسار والوسط لم تعد قادرة على تأطير مغرب العشرية الثانية، الذي دخل مرحلة التطبيع السياسي، في قطيعة مع التوافقات السياسية، ونظام الحصص وهيكلة المشهد الحزبي من أعلى". وشدد بيد الله على أن "هذا الواقع يفرض على الحزب مزيدا من التدقيق في هويته السياسية، وتطوير أدبياته وتصوره للعمل الحزبي، خصوصا من زاوية التحالفات، التي نريدها أن تتأسس على مرجعية المغرب الممكن، مغرب المشروع الديمقراطي الحداثي". واعتبر حسن بنعدي، رئيس المجلس الوطني للحزب، أن حزبه تصدى، خلال مختلف المحطات الانتخابية، لمن وصفهم ب"دعاة الرجوع بمشروعه إلى الوراء، ويعمل من أجل التصدي للفساد والمفسدين، والانفتاح على مختلف المكونات الجادة في المشهد السياسي، لبحث آفاق التنسيق والعمل المشترك، وليس التحالف". ونبه بنعدي إلى أن "الحزب، بعدما كسب معركة الكم، يفكر في كيفية كسب معركة الكيف"، مذكرا بأنه "توفق في الانتصار دوما للديمقراطية، قولا وفعلا، والتصدي للفساد والإفساد، وتوخي القرب من المواطن، وفتح أبواب المبادرة والخلق والإبداع أمامه، ونبذ النفاق السياسوي، والتكتلات المبهمة، والتهافت على المواقع و الكراسي".