أجمع مسؤولون أميركيون ومحللون على أن اعتقال الرجل الثاني في طالبان، الملا عبد الغني برادار، يمثل نقطة تحول في الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد التنظيم المتشدد، منذ أكثر من ثمانية أعوام.وأكدت واشنطن إلقاء القبض على برادار في عملية باكستانية أميركية سرية في كراتشي الأسبوع الماضي، كشف عنها الثلاثاء فقط. وقال ام. جي غويل، المدير التنفيذي لمؤسسة آسيا-الباسفيك "إذا كان هناك أي شخص يعرف مكان اختباء قيادات القاعدة وطالبان، فهو برادار". ووصف اعتقال الرجل الثاني في تنظيم طالبان، والقيادي العسكري المقرب من زعيم تنظيم القاعدة بأنه "نجاح ساحق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية" و"ضربة قوية لطالبان". ولفت مسؤول أميركي، إلى أن الولاياتالمتحدة كانت تسعى خلف برادار، منذ سنوات. وأوضح السيناتور جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن اعتقال برادار يظهر "مستوى جديداً من التعاون" بين القوات الأميركية والباكستانية الساعية لاجتثاث طالبان. وأكد مسؤول استخباراتي باكستاني بارز، رفض كشف هويته، إن القيادي الطالباني قيد حراسة أميركية باكستانية مشتركة، ويخضع للاستجواب من قبل استخبارات الجانبين. وسارعت طالبان لنفي تقارير اعتقال برادار، وقال الناطق باسم الحركة، قاري يوسف أحمدي، إنه مازال يمارس مهامه داخل أفغانستان، فيما قال الآخر، ظبي الله مجاهد، إن أنباء اعتقاله هدفها كسر معنويات الحركة. يذكر أنه رغم تأكيدات مصادر باكستانية مختلفة اعتقال برادار، إلا أن وزير الداخلية الباكستاني، رحمن مالك، فشل بتأكيد صحة تلك التقارير، كما نفى قيام الاستخبارات الأميركية والباكستانية بعملية مشتركة تمخضت عن اعتقال القيادي الطالباني، مشيراً إلى أن مجال التعاون بين الجهازين ينحصر في تبادل المعلومات فقط، مؤكداً أن الجهاز التجسسي الأميركي لا يقوم بأي عمليات داخل الأراضي الباكستانية. وتحدث عن تحقيقات تجريها أجهزة الاستخبارات الباكستانية مع عدد من عناصر المليشيات اعتقلوا خلال حملات دهم في مدينة كراتشي الأسبوع الماضي. ويأتي اعتقال القيادي الطالباني فيما يخوض قرابة 15 ألف جندي من قوات التحالف والقوات الأفغانية معارك ضد الحركة في منطقة "مرجة" في إقليم هلمند الجنوبي، والتي انطلقت بعد أسابيع من تسديد الحركة ضربة موجعة للاستخبارات الأميركية بقتل سبعة من عملائها في هجوم انتحاري في ديسمبر الماضي. من جهة أخرى، ذكر مسؤول أفغاني أن ما لا يقل عن 40 من مسلحي طالبان لقوا مصرعهم خلال العملية العسكرية التي تجري في منطقة مارجه بمقاطعة هلمند جنوبأفغانستان. وقال حاكم المقاطعة، محمد جولاب مانجال، خلال مؤتمر صحفي عقده في عاصمة المقاطعة (لاشكار جاه) أنه " خلال عمليات التمشيط والبحث في مارجه والمناطق المحيطة بها قتل أكثر من 40 مسلحا". وأضاف أن ثلاثة جنود من قوة المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان (ايساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) وجندي أفغاني قتلوا أيضا خلال اشتباكات مسلحة وتفجيرات لعبوات ناسفة على الطرق. ودخلت عملية "مشترك " يومها الخامس اليوم بعد أن كانت بدأت صباح يوم السبت الماضي بمشاركة 15 ألفا من قوات الناتو والقوات الأفغانية. يذكر أن أكثر من 125 ألف أفغاني يعيشون في مارجه والقرى المجاورة التي تعد المعقل الأخير لطالبان في مقاطعة هلمند. وغادرت نحو1400 أسرة أفغانية منازلها في المنطقة وفق ما ذكر مسؤولو الأممالمتحدة.