تحفظت جماعة الحوثي على آليات إيقاف الحرب في صعدة، التي قدمتها الحكومة اليمنية، في وقت تواصل فيه القتال بين الجانبين على عدة جبهات شمال البلاد.وقال رئيس حزب الحق حسن زيد، الذي يقوم بدور الوسيط بين الحوثيين والحكومة، إن عبد الملك الحوثي طالب بمشاركة اللقاء المشترك المعارض كضامن لأي اتفاق مع الحكومة. وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من تسليم الحكومة اليمنية الحوثيين جدولا زمنيا لتنفيذ وقف إطلاق النار. وتتضمن الشروط التي وضعتها الحكومة انسحاب الحوثيين من المباني الرسمية، والتخلي عن المواقع العسكرية في المرتفعات، وفتح الطرق في الشمال، وإعادة الأسلحة التي صادرتها من قوى الأمن، وإطلاق جميع الأسرى المدنيين والعسكريين بمن فيهم الجنود السعوديون، واحترام سيادة القانون والدستور، والتعهد بعدم الاعتداء على الأراضي السعودية. من جهة أخرى، قتل عشرة جنود يمنيين وأصيب 18 آخرون في عمليات قنص ومواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين الشيعة في شمال البلاد, حسب ما أفاد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس. وأتت هذه المواجهات بعد تحديد الحكومة جدولا زمنيا لتنفيذ الشروط، التي حددتها لوقف القتال في شمال اليمن والتي وافق عليها المتمردون. وحصلت مواجهات في محيط مدينة صعدة (240 كلم شمال صنعاء) وعلى محوري حرف سفيان والملاحيظ في شمال البلاد حسب المصدر الذي أشار إلى أن معظم القتلى في صفوف القوات المسلحة سقطوا جراء عمليات قنص. وقال مصدر عسكري ميداني لوكالة فرانس برس إن الجيش اليمني تمكن من "فك الحصار عن لواء عسكري كان محاصرا (من قبل الحوثيين) في جبل الصمع" في جنوب شرق صعدة. وذكر المصدر أن الحصار استمر عشرة أيام بعد أن تمكن المتمردون من حفر خنادق، وزرع ألغام في المكان. وأفاد المصدر أن مواجهات عنيفة اندلعت، وأسفرت عن "سقوط عدد من الضحايا", دون إعطاء أرقام محددة. من جهة أخرى، قال سعيد الشهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إن تنظيمه يتطلع إلى السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي بالتعاون مع المجاهدين في الصومال, وذلك في تسجيل صوتي نشر على الانترنت. وقال الشهري، المعروف بابي سفيان الأزدي إن التحركات الدولية تجاه الوضع في اليمن وخصوصا اجتماع لندن الشهر الماضي "يبين لنا أهمية هذه الحرب العقائدية لعدونا وما تعني له جغرافية المنطقة وخاصة البحرية منها". وأشار الشهري بشكل خاص إلى "أهمية باب المندب (الذي يفصل بين البحر الأحمر وخليج عدن) الذي لو جرى لنا بإذن الله السيطرة عليه وإعادته إلى حاضرة الإسلام لكان نصرا عظيما ونفوذا عالميا". وأضاف الشهري "عندها سيغلق الباب ويضيق الخناق على اليهود لأنه من خلاله (مضيق باب المندب) تدعمهم أميركا عن طريق البحر الأحمر". وتوجه بكلامه إلى "المجاهدين" في الصومال, قائلا "لنتعاون كل في ثغره على معركتنا المقبلة مع زعيمة الكفر العالمي أميركا فنحن وإياكم على ضفة باب المندب" و"لنكمل بعضنا بعضا في شؤون حربنا على أعدائنا". ويعد مضيق باب المندب الذي يقع بين اليمن والقرن الإفريقي من أهم الممرات البحرية إذ يمر عبره خط الملاحة البحرية لقناة السويس, وتمر عبره كميات كبيرة من النفط.