بلغ عدد الأشخاص المقبلين على مصلحة لطب الإدمان، منذ افتتاحها في 2 شتنبر الماضي، بالدارالبيضاء، ما يقارب 500 شخص مدمنين على التدخين.90 في المائة منهم ذكور، و10 في المائة إناث، متوسط عمرهم 28 سنة، ويوجد بينهم مدمنون يصل عمرهم إلى 72 سنة، وآخرون من صنف الصغار، تتراوح أعمارهم بين 11 و14 سنة. وأكدت مصادر طبية من المصلحة المذكورة، ل"المغربية"، أن بين الوافدين عليها، حالات سقط أصحابها ضحايا الانقطاع عن الدراسة، ولممارسة الدعارة لتغطية النفقات الباهظة، التي يكلفهم إياها استهلاك أنواع خطيرة من المخدرات والمؤثرات العقلية. ويأتي ذلك موازاة مع ما كشفت عنه دراسة وطنية، شملت 6 آلاف شخص، بأن معدل الإدمان على الكحول في المغرب ينتشر بنسبة 2 في المائة، وبنسبة 1.4 في المائة لتعاطي المواد الكحولية بإفراط، وبنسبة 4.1 لتعاطي المخدرات، خلال 12 شهرا، التي سبقت إنجاز الدراسة، بينما عبر 2.8 في المائة من المستجوبين عن إدمانهم على واحد أو أكثر من المواد المخدرة، مقابل تعبير 3 في المائة عن إفراطهم في التعاطي لمادة مؤثرة على العقل. وذكرت مصادر طبية متطابقة ل"المغربية" وجود نحو نصف مليون مغربي مدمنون على استهلاك مادة الحشيش، ومعاناة 4.2 في المائة من الأشخاص التبعية لمواد مؤثرة على العقل، أو لإفراطهم في استهلاك المخدرات بأنواعها، بينما احتل الإدمان على تدخين السجائر مقدمة أصناف المؤثرات العقلية، التي يستهلكها المغاربة. وكشف تقرير أولي لعمل مصلحة طب الإدمان، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن عدد الحالات الجديدة، التي توافدت على مصلحة طب الإدمان، خلال دجنبر الماضي، بلغ 61 حالة، مقابل 78 حالة خلال نونبر، بينما كان عدد الحالات الجديدة في أكتوبر،81 مدمنا ومدمنة، مقابل 77 حالة خلال شتنبر الماضي. وتشير معطيات التتبع الشهري للمرضى القدامى في مصلحة طب الإدمان إلى بلوغ عدد الاستشارات الطبية، خلال شتنبر، إلى 107 حالات، مقابل 164 حالة في أكتوبر، و201 في نونبر، و144 حالة قديمة في دجنبر الماضي. وأوضحت مصادر طبية من مصلحة طب الإدمان أن هذه المؤسسة الصحية، جاءت استجابة للحاجة الملحة لتوفير أسلوب صحي جديد في التعامل مع الأشخاص المدمنين، لتمكينهم من العلاج الطبي ضد حالات إدمانهم المشروعة، مثل الإدمان على ألعاب الفيديو، وغير المشروعة، مثل الإدمان على الهيروين، والمخدرات، بشتى أنواعها. وقالت البروفيسورة سمية برادة، مديرة مصلحة طب الإدمان، ل"المغربية"، إن المصلحة ستلعب دورا مهما في تقديم العلاج الطبي، السيكولوجي والبسيكولوجي، لحالات الإدمان، للمساهمة في خفض التكلفة المالية والاجتماعية والصحية الباهظة، التي يتسبب فيها الإدمان على المؤثرات العقلية، وضمنها الإدمان على الكحول، والتدخين، والمخدرات. وأضافت برادة، التي تشغل، أيضا، منصب أستاذة في كلية طب الدارالبيضاء، أن مصلحة طب الإدمان تتلقى جميع حالات الإدمان، البسيطة والخطيرة منها، إلى جانب الإدمان السلوكي، والمادي. ومن بينها حالات الإدمان على الهرويين والكوكايين، والإدمان على الحقن المخدرة، وعلى استعمال جهاز الحاسوب، والإفراط في ذلك. وأوضخت أن توفر الشخص المدمن على الإرادة الضرورية للإقلاع عن الإدمان يساهم، بشكل كبير، في علاجه خلال فترة زمنية قصيرة، سيما لدى تحليه بالصبر والعزيمة لتحمل بعض أعراض العلاج، المتمثلة في الشعور بألم بسيط في العضلات، ورغبة في القيء، ناتجة عن حالة إحباط المخ، في انتظار تلقي المادة المخدرة، لكن سرعان ما يجري علاج ذلك، مع تعويض تلك المادة بمادة طبية شبيهة لتمويه المخ، وبالتالي، تسهيل علاج الإدمان على مادة معينة، مع مرور الوقت، باستخدام مخطط تعويضي. وأشارت الأخصائية ذاتها إلى أن مدة الاستشفاء من الإدمان تختلف من شخص إلى آخر، كل حسب نسبة إرادته ومعطياته النفسية والسيكولوجية، وأن المدة تتراوح، عموما، بين أسبوعين و4 أسابيع.