أثبت متخصصون في الفحص التقني أن للمحذوذبات تأثيرا على الحالة الميكانيكية للسيارات، سواء كانت من النوع الخفيف أو الثقيل، وهي تأثيرات مباشرة، وأخرى غير مباشرةظاهرة لي دوضان ترعب السائقين (خاص) وتعتبر التأثيرات المباشرة، تلك التي تظهر سلبياتها في ظرف وجيز على السيارة، والتي تمس جهاز "التعليق على السيارة" المكون من ممتصات الصدمات، والنوابض بمختلف أشكالها سواء عند السيارة من الحجم الصغير أو الكبير. أوضح مصدر مختص في الفحص التقني، أخصائي في تكوين مهنيي النقل الطرقي في الدارالبيضاء، ل"المغربية"، أن ممتصات الصدمات، أول جهاز يتضرر من المحذوذبات، إذ تتعرض للانفجار في أغلب حالات الاصطدام بهذه الحواجز، سيما في حالة السياقة بسرعة مفرطة. وينتج الانفجار عن تسرب الزيت، الذي يوجد بداخل ممتصات الصدمات، ما يسمح بدخول الغبار الذي يؤدي إلى الانفجار. وأفاد المصدر أن صاحب السيارة يكون مطالبا بتغيير الممتصات بشكل كلي، لتجاوز هذا العطب، ذلك أن إصلاحها لا يجنى من ورائه نفعا كبيرا. تكلفة الخسائر وتصل الكلفة المالية لذلك ما بين 3 آلاف و5 آلاف درهم، تتباين حسب نوع السيارة، وجدة أو قدم الممتصات، وحسب الجهة المتضررة من السيارة، التي تكون إما خلفية أو أمامية. وأضاف المصدر ذاته أن النوابض تتأثر، بدورها، من الارتجاجات التي تحدثها المحذوذبات للسيارة، إذ تعرضها للكسر بعد الاصطدام بالمحذوذب، ويزداد ذلك خطورة كلما كانت السيارة تسير بسرعة كبيرة ومحملة بأثقال، مشيرا إلى أن إصلاح الكسر عن طريق اللحم، لا كون مجديا، لأنه غير ذي جدوى كبيرة بفعل فقدانها لمرونتها التي تلعب توازنا بالنسبة إلى السيارة. واستدرك المتخصص التقني نفسه، أن هناك أجزاء أخرى في نظام التعليق، تصاب بأعطاب من المحذوذبات، كالنظام الذي يعمل على امتصاص الصدمات التي تتعرض لها العجلات بفعل العوائق الموجودة على الطريق، فتحول دون وصولها إلى هيكل السيارة. ويتجلى الضرر في تسرب كميات كبرى من الزيوت، ما يؤدي إلى انفجارها، وبالتالي فقدان السائق تحكمه في السيارة، التي تميل، إما إلى اليمين أو اليسار. كما تظهر تأثيرات أخرى على "لي سيلان بلوك"، وهي عبارة عن خاتمين معدنيين محاطين بمادة مرنة "الكاواتشو"، إذ تصل قوة الصدمة بالمحذوذب إلى إتلافها، ما يساهم في إحداث ضجيج في السيارة، وهو ما يؤثر على توازن الهندسة العامة للهيكل، فتصبح السيارة قابلة للانحراف في اتجاه واحد، وهو ما يطلق عليه العامة "هروب السيارة". وتظهر خطورة ذلك عند السياقة في المنعرجات. ويحتم هذا العطب التقني اللجوء إلى متخصص تصويب في هندسة السيارات. كما تتضرر أجهزة ضبط أخرى تضمن للسيارة توازنها في المنعرجات، إلى جانب تضرر "المهد الأمامي" للسيارة، وفقدان العجلات لشكلها الطبيعي. وأفاد المصدر أن للمحذوذبات وللبنية التحتية السيئة للطرق بشكل عام، تأثيرات غير مباشرة على السيارات، تتجلى في ما تحدثه على هيكلها الخارجي، إذ يظهر عليها "عياء شامل" يمس الأبواب، وأضواء السيارة، كما يؤثر سلبا على لوحة الأزرار التي تبدأ في الارتدادات. وتصاب أجنحة السيارة بأضرار، وتقتلع موانع الصدمات الأمامية والخلفية من أمكنتها، إلى جانب ما يصيب الزجاج الأمامي للسيارة من تشققات، تظهر بشكل جلي في الشاحنات وحافلات نقل المسافرين، ناتجة عن تعرض الهيكل لصدمة قوية لا يحتمل الزجاج امتصاصها، كما تتحملها باقي أجزاء السيارات من خلال انكماشها أو حدوث إعوجاجات بها. ويكلف تعويض هذا النوع من الزجاج غلافا ماليا يصل إلى 3 ملايين سنتيم. أول المتضررين يشار إلى أن كل الأعطاب المذكورة تضيع مصالح صاحب السيارة، وتثقل كاهله، وتضيع وقته نتيجة ما تتطلبه عملية الإصلاح، التي يمكن أن يتدخل فيها أكثر من متخصص تقني. وتؤثر المحذوذبات على البضائع، التي تحملها السيارة أو الشاحنات الكبرى، إذ يمكن أن تلحق بها أضرارا كبيرة، أو تتلفها أو تؤثر على جودتها، مثل الشاحنات التي تحمل على مثنها لوائح زجاجية، وأدوات الديكور، أو خضر أو بيض، أو مواد طبية، أو أي مواد كيماوية أو غازية يمكن أن تشتعل بفعل تكرار الترددات والارتجاجات. ويعتبر السائق، سواء شخصا عاديا أو مهنيا، أول المتضررين من المحذوذبات، إذ تفقده راحته في السير، وتسبب له إعياء شديدا في مدة زمنية قصيرة من السياقة. ولا يسلم من سلبياتها المسافرون، البالغون أو الأطفال، إذ قد تتسبب لهم في الغثيان مباشرة بعد تناولهم لإحدى الوجبات، كما قد تثير لدى بعضهم توثرا لا يشعرون معه بالراحة.