عبرت الفنانة الأوبريالية، إلهام لوليدي عن سعادتها للمشاركة في مهرجان الضفتين، في حلته الثالثة، إلى جانب الإسبانية أنا ألكايدي.وقالت إلهام في تصريح ل "المغربية" إنها أحيت ثلاث حفلات فنية، خلال هذه التظاهرة، التي اختتمت فعالياتها، أمس الجمعة، بكل من طنجة، والرباط والدارالبيضاء، حيث قدمت إنتاجا فنيا مشتركا يحمل عنوان "نساء المتوسط"، ويشمل الطرب الأندلسي والموسيقى الإسبانية، في قالب جميل، مشيرة إلى أن مشاركتها في المهرجان، توازي تفكيرها في مجال لقاء الحضارات، لأنها تؤمن بالتعاون الثقافي والفني، والتحسيس بأهمية التعدد الثقافي، كما أن مثل هذه التظاهرات توفر إمكانية للتعايش والتفاعل بين كل الفعاليات، لمعرفة بعضها البعض بشكل أفضل، وكي يتعلم كل جانب كيف يقدر ويحترم الآخر في تنوع مكوناته الثقافية، وتتضافر كل الجهود والخبرات، للتأكيد على القيم المشتركة. وأضافت إلهام أنها حلت ضيفة على مهرجان الضفتين، منذ دورته الأولى، معتبرة أن التواصل بين الفنانين من الضفتين يجب ألا يقتصر على يوم واحد، بل يجب أن يأخذ بعدا أوسع، كي يبحث كل جانب في ثقافة الآخر، قائلة "تعرفت على الإسبانية أنا ألكايدي، منذ سنتين، ونحاول أن نتواصل في ما بيننا من الجانب الثقافي والفني". وعن مشاركتها في المهرجان، قالت "غنيت الموسيقى الأندلسية، فقمت بسفر من الموشح الأندلسي لحلب، إلى المالوف التونسي، والغرناطي الجزائري، وصولا إلى الآلة الأندلسية المغربية. أما كارمن فقدمت أغنية سفردية إسبانية". وعبرت إلهام عن أسفها، لأنه جرى استدعاؤها للمشاركة في المهرجان من قبل الأجانب، إذ كانت تتمنى أن تتلقى الدعوة من قبل المغاربة، موضحة أنها عندما عادت من فرنسا، حيث درست الموسيقى، وشقت طريقها الغنائي لمدة 12 سنة، تقدمت بعدة طلبات للمشاركة في بعض التظاهرات الفنية في المغرب، لكنها للأسف قوبلت بالرفض، قائلة "قوبلت بالترحاب من قبل الأجانب، الذين رحبوا بصوتي وثقافتي، واهتماماتي الموسيقية، لكن القيمين على الميدان الثقافي في المغرب لا يؤمنون بهذه الكفاءات، حتى نظهر في التظاهرات الأجنبية. كما أن تلامذتي يشاركون أيضا، في مهرجان فاس للموسيقى الروحية، الفرصة التي لم تتح لي قط". وعن عشقها للغناء، أفادت الفنانة لوليدي أنها مغنية أوبريالية، استقرت لفترة بفرنسا، وعادت إلى المغرب على أساس البحث في الطرق والتقنيات الغنائية المغربية، لأن المغرب غني بتعدد الأشكال الموسيقية. ترغب إلهام في البحث عن طرق أكاديمية، كي تدرس الموسيقى في المعاهد. وقالت "درست الغناء الكلاسيكي الغربي في أوروبا، لأننا نفتقده في المغرب، إذ كان هناك قسم واحد بالرباط، تدرسه الراحلة صفية التيجاني، التي كانت أول أستاذة في المغرب درست الغناء الأوبريالي". بدأت مسارها الغنائي بالأندلسي، وتلقت دروسا كذلك بألمانيا، وحاليا تدرس بالمعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي بالرباط. وأكدت أن الغناء الأندلسي محطة معينة في حياتها الفنية، إذ ترغب في كسب تجربة غنائية واسعة، توظف فيها صوتها ومؤهلاتها الفنية. عن مشاريعها المستقبلية، قالت لوليدي إنها ستحيي سهرة غنائية، يوم 30 أبريل المقبل، بالدارالبيضاء، وتحمل عنوان "الصوت النسائي المغربي في الأغنية المعاصرة"، رفقة فرقتها الموسيقية "برزخ". يذكر أن الحفلات الغنائية، التي قدمتها إلهام لوليدي وأنا ألكايدي تمثل دعوة إلى اكتشاف تراث مشترك، غني بنغماته وألحانه وبإيقاعاته، وأيضا بعظمة ورهافة شعره، وهو حفل تكريم تقيمه امرأتان تنتميان إلى ضفتين مختلفتين، تحاولان من خلاله، تكريم التقاء الحضارات، وهو تكريم للأندلس وللعالم المتوسطي ولزمن التعايش، واحترام التعددية والاختلاف. وتميزت هذه التظاهرة الفنية، التي تنظمها مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي، بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس، وسفارة إسبانيا بالمغرب، والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية، في إطار التعاون الاسباني - المغربي "المعتمد"، بمشاركة أكثر من 150 فنانا من المغرب وإسبانيا، قدموا 23 عرضا فنيا.