انطلقت السبت المنصرم، بقاعة سينما روكسي، بمدينة طنجة، فعاليات الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطني للفيلم، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 30 يناير الجاري.وفي كلمة بمناسبة حفل الافتتاح، أعلن عمدة مدينة طنجة، سمير عبد المولى، عن ترميم وإعادة هيكلة عدد من القاعات السينمائية بالمدينة التي طالها النسيان، كسينما "الكسار"، بشراكة مع مجموعة من المنعشين المحليين وفاعلين في ميدان السينما. وجرى عرض فيلم "فيها الملح والسكر أو مازال مابغاتش تموت" للمخرج حكيم نوري في الافتتاح، تكريما للممثل المغربي الراحل محمد سعيد عفيفي، الذي وصفه المخرج حكيم النوري ب "السينمائي الكبير"، الذي فقدت فيه السينما المغربية" المثقف الموسوعي بامتياز". "رغم أنه كان ممثلا عملاقا"، يقول النوري بتأثر بالغ، "لم أجد صعوبة في التعامل معه في شريط" فيها الملحة والسكر أو مازال ما بغاتش تموت"، الذي عرض في حفل افتتاح هذه التظاهرة، إنه "فنان منصت ويعطي أفضل ما لديه" يواصل المخرج المغربي. واعتبر النوري أن تكريم الفنان الراحل وتكريم أيضا لأسرته، التي وقفت وراءه في"مخاضاته الإبداعية"، وساندته في مختلف نجاحاته. وعرف حفل الافتتاح أيضا، عرض شريط تذكاري يكرم مجموعة من الفنانين المغاربة, الذين فقدتهم السينما الوطنية (2008 -2009 )، ويتعلق الأمر بالممثلين عمر شنبوط وعبد القادر لطفي ومحمد سعيد عفيفي، والمخرج إدريس كريم ومستغل قاعات سينمائية مولاي أحمد الإدريسي. ويتضمن برنامج المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، 15 فيلم هي "الرجل الذي باع العالم" للأخوين نوري، و"موسم المشاوشة" لمحمد عهد بن سودة، و"فينك أليام" لإدريس شويكة، و"شقوق" لهشام عيوش، و"إكس شمكارا" لمحمد فريطس، و"ألو 15" لمحمد اليونسي، و"أحمد كاصيو" للمخرج المغربي المقيم في بلجيكا، إسماعيل السعيدي، و"منسيو التاريخ" لحسن بن جلون، و"أولاد لبلاد" لمحمد إسماعيل، و"المحطة الأخيرة للملائكة" لنرجس النجار، ومحمد مفتكر وهشام العسري، و"العقاب" لهشام عين الحياة، و"براق"، لمحمد مفتكر، و"الدار الكبيرة" للمخرج لطيف لحلو، و"وليدات كازا" لعبد الكريم الدرقاوي، وعند الفجر للجيلالي فرحاتي. كما سيشهد المهرجان عرض 14 فيلما قصيرا اختيرت من بين 32 فيلما وقعها مخرجون متميزون تألقوا في مختلف المهرجانات الدولية، في المسابقة الرسمية، ويتعلق الأمر بكل من "قرب فراشك" لعبد السلام العلاعي، و"كورميتراج" ليوسف بريطل، و"صمت بصوت مرتفع" لإدريس الإدريسي، و"الروح المفقودة" لجيهان البحار، و"ألو بيتزا" لمراد الخودي، و"الضحك حتى البكاء" لمحمد العبداوي، و"من أجل الحياة" لمحمد نصرات، و"رجوع" لعبد الإله زيرات، و"فالكوزينة" لطارق بنبراهيم، و"بوبيا" لسامية الشرقيوي، و"المرأة الشابة والمدرسة" لمحمد نضيف، و"كاميلا وجميلة" لسعاد حميدو، و"فاطمة" لسامية الشرقيوي و"بدون كلام" لعثمان الناصري، و"ضحك بالدموع" لمحمد العبداوي، وحية لياسر خليل. وتشرف على مسابقة الأفلام الطويلة هذه السنة لجنة تحكيم مكونة من سبعة أعضاء هم المخرج السينمائي تيميتي باسوري من ساحل العاج رئيسا، ومنتجة ومديرة المهرجان الوثائقي لأكادير، نزهة الدريسي، والفنانة الفوتوغرافية، يطو برادة، التي تدير سينماتيك الريف بطنجة، والأستاذ الجامعي والناقد السينمائي محمد دهان، والصحافي حسن نرايس من المغرب، ولحمين بوعلام مسؤول ديزني بفرنسا، ومنعم ريشا من "أوروبا سينما" من لبنان. أما مسابقة الأفلام القصيرة, فتشرف عليها لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء هم، الفرنسية مارتين زيفور، أستاذة بالمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش، رئيسة، وسعاد حسين مسؤولة عن مشروع "سينما بالمنظمة الدولية للفرنكفونية" من دجيبوتي، ومدير التصوير محمد السقاط، والمنفذ علال صاحبي، والباحث إبراهيم أخياط من المغرب. وتبلغ القيمة الإجمالية للجوائز المالية للمهرجان 340 ألف درهم "34 مليون سنتيم" موزعة على جائزتين لمسابقة الفيلم القصير، هما الجائزة الكبرى (25 ألف درهم)، وجائزة السيناريو (15 ألف درهم). و14 جائزة لمسابقة الفيلم الطويل أولها الجائزة الكبرى للفيلم الطويل (70 ألف درهم)، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة (50 ألف درهم )، وجائزة أول عمل (30 ألف درهم)، وجائزة السيناريو (20 ألف درهم)، وجائزة أول دور نسائي (20 ألف درهم)، وجائزة أول دور رجالي (20 ألف درهم)، وجائزة ثاني دور نسائي (15 ألف درهم )، وجائزة ثاني دور رجالي (15ألف درهم)، وجائزة الصورة (15ألف درهم)، وجائزة الصوت (15 ألف درهم)، وجائزة المونطاج (15 ألف درهم)، وجائزة الموسيقى (15 ألف درهم). ويعتبر هذا الملتقى الثقافي المنظم من طرف المركز السينمائي المغربي بتعاون مع الغرفة المهنية العاملة في قطاع السينما، موعدا سنويا يتجدد فيه اللقاء بين عائلة السينما الوطنية بكل أطيافها وأجيالها، ومناسبة أيضا، للجمهور المغربي للاستمتاع بما جادت به قريحة المبدعين المغاربة، وإحداث جو من التلاقي والحوار وتبادل الأفكار والتجارب في الميدان السينمائي.