أسدل الستار، مساء أول أمس بسينما «روكسي» بطنجة، على فعاليات الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطني للفيلم، وذلك بإعلان أسماء الفائزين بجائزة المسابقة الرسمية للفيلم، وأيضا بنوادر وطرائف واضطراب وازدحام كبير في حفل العشاء. يذكر أن نتائج مسابقة المهرجان أسفرت عن فوز المخرجة سامية الشرقيوي بالجائزة الكبرى للفيلم القصير، عن فيلم «فاطْمة»، في حين نالت المخرجة الشابة جيهان البحار، جائزة أحسن سيناريو عن فيلم «الروح التائهة». أما في صنف الأفلام الطويلة، فقد عادت الجائزة الكبرى إلى المخرج محمد مفتكر عن فيلم «براق»، والذي نال أيضا جائزة أحسن صوت وصورة وموسيقى. وسبق أن فاز الشريطان: الطويل «البراق» للمخرج محمد مفتكر، والقصير «الروح التائهة» لجيهان البحار، بجائزة النقد للدورة في إطار فعاليات هذا المهرجان، حيث تم الإعلان عن أسماء المتوجين بهذه الجائزة خلال الندوة الصحفية اليومية التي تنظم في إطار فعاليات المهرجان. وقالت لجنة النقاد إنها ارتأت منح الجائزة لشريط محمد مفتكر لما أبان عنه من تكامل في عناصر البناء السينمائي من صوت وصورة وحوار، وبتميز في الأسلوب البصري وتناغم في مرجعياته الفكرية واختياراته الجمالية، بينما أرجعت اللجنة منح الجائزة للشريط القصير «الروح التائهة» إلى إبرازه لموهبة إبداعية واعدة على مستوى الكتابة وتوظيف البعد التشكيلي، مما أعطاه تميزا عن باقي الأشرطة المشاركة في المسابقة الرسمية. وشهد حفل الاختتام ارتباكا واضحا في التسيير، راح ضحيته رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أحمد حرزني، وسينتقل الارتباك إلى حفل العشاء الذي أقامه عمدة طنجة والمركز السينمائي المغربي على شرف الشخصيات التي حضرت الحفل الختامي، وأيضا المخرجين والفنانين الذين شاركوا في فعاليات هذا المهرجان. ولم يخل المهرجان من طرائف كانت بطلتها، كما العادة، فاطمة النوالي، مقدمة الحفل الختامي، حيث نادت على أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، ليسلم الجائزة الكبرى للفيلم القصير، إلا أن صاحبة الجائزة المخرجة سامية الشرقيوي كانت غائبة، وظل حرزني واقفا ينتظر أحدا ليسلمه الجائزة لكن دون جدوى، وحاولت مقدمة الحفل أن تنقذ الموقف، حيث طلبت من حرزني تقديم كلمة باسم صاحبة الجائزة، ليجيبها: «أنا مشفتش الفيلم وميمكنش لي نقول شي حاجة عليه»، فردت عليه مسيرة الحفل قائلة: «أنا غادي نقولك واحد الخبر أسي حرزني.. راه هاد الفيلم اللي فاز تيعنيك بزاف حيت تيهدر على موضوع البيدوفيلي (الشذوذ الجنسي الممارس ضد الأطفال). وفجرت هذه العبارة موجة ضحك في القاعة، وهو ما تسبب في حرج بالغ لمدير المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل، الذي ظل مشدوها يتأمل ما يحصل لضيوفه. كما عرفت عملية ولوج قاعة «روكسي» ارتباكا كبيرا، حيث حصلت مشاجرات عديدة بين أفراد الأمن الخاص وبين عدد من الفنانين عند الباب، حيث منع عدد من الفنانين والصحفيين من ولوج القاعة بحجة عدم وجود مكان فارغ، وهو ما أثار غضب أحد الفنانين الذي منع هو وزوجته من الدخول، وكادت تبدأ مباراة ملاكمة بين الفنان وعنصر الأمن الخاص لولا تدخل أحد المسؤولين عن المهرجان. الارتباك لم يقتصر على حفل اختتام المهرجان، بل انتقل أيضا إلى حفل العشاء الذي أقامه عمدة طنجة والمركز السينمائي المغربي، حيث تكدس الحاضرون في بهو الفندق الذي نظم فيه حفل العشاء لأزيد من نصف ساعة، وهو ما أثار استياء عدد من الضيوف الذين توافدوا من مدن أخرى إلى طنجة لحضور اختتام المهرجان، واضطرت مجموعة من الأسماء المعروفة في مجال الفن والسينما إلى مغادرة الفندق وتناول العشاء في مكان آخر تعبيرا عن احتجاجها على سوء التنظيم الذي رافق حفل العشاء.وبمجرد أن فتحت قاعة الأكل وقع هجوم كبير على الصحون، وتكدس العشرات أمام طاولات الأكل نظرا إلى الجوع الذي أصابهم بسبب طول انتظارهم خارج القاعة. وحضر حفل اختتام المهرجان كل من وزير الاتصال خالد الناصري، ووالي جهة طنجة تطوان محمد حصاد، وعمدة طنجة سمير عبد المولى، وسليم الشيخ مدير عام القناة الثانية، وأحمد حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.