أجلت غرفة الجنح الاستئنافية لدى ملحقة محكمة الابتدائية في تيزنيت، الاثنين المنصرم، النظر في أولى جلسات محاكمة الطلبة الخمسة، المتابعين في ملف "أحداث تغجيجت"، "استئنافيا"، إلى ثامن فبراير المقبل.وأفادت مصادر مقربة من الملف، أن هيئة الحكم قررت إرجاء القضية، استجابة لملتمس هيئة الدفاع عن المتهمين، التي تتكون من محامين ينتمون إلى هيئات الدارالبيضاء ومراكش والرباط وأكادير وتزنيت، إذ طالبت بمهلة لإعداد الدفاع، وتمكين محامين آخرين من الحضور إلى الجلسة، مضيفة أن الهيئة أخرت الملف، أيضا، لتمكين اثنين من الطلبة المتابعين في الملف من الحضور إلى المحاكمة، بعد تغيبهما، بسبب الامتحانات الجامعية، ويتعلق الأمر بعبد العزيز السلامي، وأحمد حبيبي، المعتقلين، إلى جانب باقي المتهمين بالسجن المحلي بأيت ملول. وخلال الجلسة، تقدمت هيئة الدفاع بطلبات السراح المؤقت للمتهمين، مشيرة إلى أنهم يتوفرون على جميع الضمانات القانونية، للحضور إلى جلسات المحاكمة، وأنهم مستعدون لكل ما تقضي به المحكمة، سواء إطلاق سراحهم بكفالة مالية أو بضمانات شخصية من هيئة الدفاع. وقال أحد محامي الدفاع "يكفي ما قضوه هؤلاء الطلبة من عقوبة داخل السجن إذا ما افترضنا أنهم قاموا فعلا بتلك الأفعال المتابعين بها. وقررت هيئة الحكم بعد المداولة، رفض طلبات السراح المؤقت، قبل أن تعلن عن تأجيل الجلسة، التي شهدت حضورا مكثفا لرجال الأمن، ولعائلات المتهمين، وعدد من الحقوقيين والسياسيين وفعاليات المجتمع المدني (فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بكلميم وتزنيت وبوزكارن، وفرع حزب الطليعة بكلميم وتزنيت وتغجيجيت..). ويتابع المتهمون، وهم عبد العزيز السلامي، 24 سنة، طالب بشعبة القانون الخاص (جامعة ابن زهر أكادير)، وعضو المكتب الوطني للشبيبة الطليعية، وعضو اللجنة الوطنية لشباب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ومحمد شويس، 25 سنة، طالب جامعي بكلية الآداب تخصص التاريخ (جامعة ابن زهر أكادير)، وعضو فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، وأحمد حبيبي، 21 سنة، طالب جامعي بكلية الآداب (جامعة ابن زهر أكادير)، وعضو اللجنة التحضيرية لجمعية "أطاك" المغرب (مجموعة تغجيجت)، وعبد الله بوكفو، 29 عاما، حاصل على الإجازة في التاريخ، وعضو شبكة "ايكيدار"، ومسير مقهى أنترنيت، والبشير حزام، 24 عاما، عضو جماعة العدل والإحسان (غير المرخص لها)، وصاحب إحدى المدونات، في حالة اعتقال، بتهم من جملتها "التجمهر المسلح، وإلحاق خسائر مادية بملك الدولة، وبمرافق عمومية معدة لمنفعة عامة، والعصيان، والتهديد في حق موظفين عموميين، بواسطة السلاح الأبيض، واستعمال وحيازة سلاح دون سند قانوني، وعرقلة ونسف السير العادي بالشوارع العمومية واحتلالها، ومحاولة اقتحام مرفق عمومي، وتسهيل الفرار للموقوفين..."، كل حسب ما نسب إليه . وكانت ابتدائية كلميم، قضت في حق المتهمين، في دجنبر من العام الماضي، ب 34 شهرا حبسا وغرامة 500 درهم لكل واحد منهم، بعد إدانتهم على خلفية أحداث تغجيجت، التي وقعت في فاتح دجنبر 2009. إذ أدانت بسنة حبسا نافذا المتهم عبد الله بوكفو، المتابع أيضا بتهمة "التحريض على التمييز العنصري"، وستة أشهر حبسا نافذا في حق المتهمين محمد شويش، وعبد العزيز سلامي، وأحمد حبيبي، وب 4 أشهر حبسا نافذا في حق البشير حزام "مدون"، الذي توبع أيضا، بجنحة "تفريق منشورات تسيء إلى سمعة البلاد"، وأدائهم جميعا غرامة 500 درهم. وتعود أسباب متابعة المتهمين الخمسة، إلى أن طلاب ومعطلي تغجيجت، قاموا بوقفة مطلبية وصفت ب"السلمية"، أمام مقر قيادة تغجيجت، للمطالبة بتوفير بعض المطالب الحيوية، إلا أن المسؤولين بالقيادة رفضوا فتح باب الحوار معهم، قبل أن تتدخل القوات الأمنية لتفريق المتجمهرين، واعتقال الطلبة الخمسة.