يستورد المغرب 30 في المائة من حاجياته من البذور المختارة للبطاطس، في حين تعتبر السبعين في المائة المتبقية من البذور غير مرخص لهاوتصل المساحة المزروعة سنويا من البطاطس في المغرب، إلى 60 ألف هكتار، ويعادل الإنتاج السنوي من البطاطس مليونا و500 ألف طن، ويستقر معدل الإنتاج في 25 طنا في الهكتار، في حين أن المعدل الممكن هو 40 طنا في الهكتار، على الأقل، ما يعني أن المغرب متأخر عن الإنتاج العادي للبطاطس بأربعين في المائة. هذه المعطيات وردت، خلال يوم دراسي، نظم الأسبوع الماضي، بشراكة مع جمعية "المجاطية أولاد زيان للتنمية الفلاحية"، والغرفة الفلاحية لجهة الدارالبيضاء الكبرى في مديونة، وشركة "ديناكري"، التي تعتبر فرعا لشركة ألمانية هولندية، ولديها شراكة مع فلاحين على المستوى الوطني، لتصدير البطاطس ذات الجودة العالية إلى أوروبا. ومقارنة مع سنوات التسعينيات، التي كان المغرب خلالها يصدر 35 ألف طن من البطاطس سنويا، وصل حجم الصادرات، السنة الماضية، إلى 9 آلاف طن فقط. ويبقى الإنتاج غير كاف ليضمن المغرب تنافسه مع دول إفريقية، مثل مصر، التي تنتج سنويا قرابة 300 ألف طن، حسب لحسن أبدان، مهندس زراعي، ومدير شركة "ديناكري"، الذي قال إن "تحقيق معدل مربح للفلاح يتطلب الوصول إلى إنتاج 40 طنا في الهكتار من البطاطس، فالإنتاج الحالي من البطاطس غير مربح للفلاح، ما جعل المغرب يفقد تنافسيته على المستوى الدولي، إذ أصبحت لدينا منافسة قوية مع دول، كمصر، التي نتفوق عليها من حيث الجودة". واعتبر أبدان أن المستهلك الأوروبي أصبح يمارس الدعاية للمنتوج الذي يستهلكه، لأنه إذا كان يعمل مع بلد ينتج 300 ألف طن، فلن يلتفت إلى بلد ينتج 9 آلاف طن في السنة فقط، ويوجد في المغرب 90 في المائة من الفلاحين يتوفرون على أقل من 5 هكتارات من الأرض. وانتهز المسؤولون عن هذا اليوم الدراسي فرصة انطلاق الموسم الفلاحي الجديد، والاستعداد للمزروعات الربيعية، بما فيها البطاطس والذرة، لتقديم العون والتأطير للفلاحين. وقال هاشم صالح، رئيس "جمعية المجاطية أولاد زيان للتنمية الفلاحية"، إن "الأمطار المهمة الأخيرة شجعت الفلاحين على التوافد بكثرة، للاستفادة من أشغال هذا اليوم الدراسي"، مشيرا إلى الحاجة الملحة لمثل هذه الأيام الدراسية، التي تأتي مع بداية الموسم الفلاحي، لهذا قررنا، بتنسيق مع الغرفة الفلاحية في مديونة وشركة ديناكري تنظيم هذا اليوم". وأضاف صالح "ننسق مع الإدارات العمومية، لأن الفلاح البسيط يعجز عن التواصل مع الإدارات، كالمديرية الإقليمية للفلاحة، ونحاول أداء هذا الدور، خاصة لصالح الفلاح الصغير، الذي ليس باستطاعته طرق أبواب الإدارات العمومية، ونساهم، من خلال هذه الأيام الدراسية، في أن يكون الفلاحون على دراية بكل المستجدات، من حيث البذور المختارة، والتجهيزات، وما جاء به مخطط المغرب الأخضر".