قال وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش ،إن الحالة النباتية للزراعات توجد في وضعية مرضية على العموم، مبرزا أن المساحة ذات الحالة النباتية الجيدة تمثل حوالي 75 في المائة من المساحة الإجمالية، في حين تمثل المساحة ذات الحالة المتوسطة 22 في المائة مقابل 3 في المائة في حالة متواضعة . وأوضح السيد أخنوش، خلال عرض قدمه أمس الثلاثاء أمام لجنة الفلاحة والشؤون الاقتصادية بمجلس المستشارين حول "سير الموسم الفلاحي 2009 /2010 ومخلفات الظروف المناخية"، أن الظروف المناخية المسجلة لحد الآن، بالموازاة مع مجهودات الفلاحين والتدابير التي اتخذتها الدولة، مكنت من تطور الموسم الفلاحي بصفة عادية في معظم المناطق الفلاحية، حيث إن جل المؤشرات تبشر بتحقيق نتائج مرضية على مستوى الإنتاج النباتي والحيواني. وذكر بأن التدابير المتخدة خلال الموسم الحالي مكنت من بيع 145 ر1 مليون قنطار من البذور المختارة، بارتفاع نسبته 64 في المائة مقارنة مع مبيعات الموسم المنصرم، موضحا أن هذه المبيعات من البذور المختارة تمثل 90 في المائة من موفورات البذور المعدة للبيع. وأضاف أن مبيعات الأسمدة بلغت 630 ألف طن، مسجلة بذلك ارتفاعا بنسبة 8 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي، مؤكدا أن أهم التدابير المتخذة همت على الخصوص مواصلة إعفاء الأسمدة من الرسوم الجمركية والضرائب، والعمل على تقريب الأسمدة من المستعملين للحد من المضاربات في الأثمان عبر نقط البيع بمراكز الأشغال الفلاحية، وكذا مواصلة دعم الدولة لتحاليل التربة بنسبة 50 في المائة . وذكر في هذا السياق بأن أثمنة معظم تركيبات أسمدة العمق سجلت انخفاضا بنسب تتراوح بين 5 ر1 وأكثر من 40 في المائة، على الرغم من ارتفاعها في السوق الدولية. وفي معرض حديثه عن المساحات المزروعة بالحبوب الخريفية، أشار السيد أخنوش إلى أنها بلغت ما يناهز 7ر4 ملايين هكتار، أي بانخفاض نسبته 8 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي ومعدل الخمس سنوات المنصرمة، موزعة على القمح الطري ب9 ر1 مليون هكتار (ناقص 5 في المائة) ،والشعير ب9 ر1 مليون هكتار ( ناقص 13 في المائة) ، والقمح الصلب ب9 ر0 مليون هكتار (ناقص 5 في المائة). وأشار إلى أن الكميات المسوقة من القمح اللين والمصرح بها من طرف المتدخلين بلغت إلى حدود نهاية فبراير الماضي 25 مليونا. أما بخصوص الزراعات السكرية، فقد أكد السيد أخنوش أن حالتها النباتية مرضية في أغلب الدوائر السقوية، موضحا أن المساحة المزروعة بلغت 52 ألف هكتار، أي ما يمثل 83 في المائة من البرنامج المسطر. وفي ما يتعلق بالإنتاج المتوقع من الحوامض، أشار السيد أخنوش إلى أنه يقدر ب4 ر1 مليون طن أي بزيادة 10 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي، مضيفا أن صادرات الحوامض الصغيرة بلغت بنهاية موسم صادراتها 316 ألف طن أي بزيادة نسبتها 10 في المائة. وقال إن أسعار الحوامض في الأسواق الخارجية عرفت تحسنا ملحوظا وفي السوق الداخلية مستويات مرضية. من جهة أخرى، أكد السيد أخنوش أن إنتاج الزيتون بلغ 5 ر1 مليون طن خلال الموسم الحالي، أي بزيادة 75 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي (850 ألف طن)، مضيفا أن صادرات مصبرات الزيتون بلغت إلى غاية نهاية مارس الماضي 38 ألف طن، لتمثل بذلك 60 في المائة من متوسط التصدير. وأشار إلى أن أثمان الزيتون عند المنتج تراجعت بالنظر لوفرة الإنتاج المحلي وكذا ارتفاع الإنتاج العالمي، وأنه من المتوقع أن ترتفع صادرات زيت الزيتون ب 33 في المائة لتتجاوز 20 ألف طن. وأكد أنه رغم استمرار تهاطل أمطار الخير وصعوبة الولوج إلى المشاتل خلال هذا الموسم، فقد تم توزيع 94 في المائة من مجموع أغراس الزيتون (5 ملايين شتلة) ،وتسليم وتوزيع 83 في المائة من مجموع أغراس اللوز (500 ألف شتلة) ،وتوزيع 99 في المائة من مجموع أغراس التين المبرمجة (75 ألف شتلة) ،وتوزيع 100 في المائة من مجموع أغراس الكرز (30 ألف شتلة). وفي ما يتعلق بسلسة البواكر، أشار الوزير إلى أن الإنتاج المتوقع من البواكر برسم الموسم الفلاحي 2009-2010 سيصل إلى 9ر1 مليون طن، أي بارتفاع نسبته 7 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي (76ر1 مليون طن). وأوضح أن الظروف المناخية الاستثنائية بجهة سوس ماسة درعة أدت إلى تراجع الإنتاج المتوقع للبواكر بها إلى حوالي 10 في المائة، مبرزا أنه تم بفضل مجهودات المنتجين استدراك هذا التراجع عبر إعادة زرع البيوت المتضررة. وأكد أن موسم تصدير البواكر عرف بعض الصعوبات، نظرا لانخفاض الأسعار وتراجع الطلب بالسوق الأوروبية، مضيفا أنه يتوقع أن تصل صادرات البواكر إلى 415 ألف طن في الموسم الحالي، مسجلة تراجعا بنسبة 14 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي (485 ألف طن). من جهة أخرى، عزا الوزير الارتفاع الكبير الذي عرفته أسعار الطماطم منذ شهر يناير للظروف المناخية الاستثنائية بجهة سوس ماسة، موضحا أنه يترقب حدوث تراجع نسبي للأسعار بمتم أبريل الجاري. وأضاف أنه يرتقب أن يعرف إنتاج الطماطم ارتفاعا بنسبة 5 في المائة ليصل إلى 895 ألف طن، مقابل 850 ألف في الموسم الماضي، مشيرا إلى تراجع صادرات الطماطم بنسبة 18 في المائة (250 ألف طن)، مقابل 306 ألف في الموسم الماضي، مشيرا إلى أنه رغم انخفاض أسعار الطماطم بالسوق الأوروبية، فقد حافظ المصدرون المغاربة نسبيا على حصصهم بهذه السوق. من جانب آخر، ذكر السيد أخنوش أن صادرات البطاطس عرفت ارتفاعا بنسبة 52 في المائة، وأن أسعارها تراجعت على الصعيدين الوطني والدولي، مضيفا أنه يتوقع أن يصل إنتاج البطاطس إلى 1698 ألف طن برسم الموسم الحالي (زائد 1 في المائة). على مستوى الإنتاج الحيواني، أشار الوزير إلى تحسنه بفضل الموسم الجيد 2008 /2009 وانعكاساته الإيجابية على مردودية القطيع وتراجع أسعار المواد العلفية الأساسية وتحسن الموفورات العلفية في المراعي نتيجة التساقطات المطرية والوضعية الصحية الجيدة للقطيع وبرنامج استيراد الأبقار المحسنة. وأضاف أن الانخفاض الملحوظ في أسعار المواد العلفية (النخالة والتبن والشمندر والشعير)، مقارنة مع الموسم الماضي، أدى إلى تراجع أثمان اللحوم. وفي معرض حديثه عن مراجعة تعريفة ماء السقي، أوضح السيد أخنوش أنه ضمانا منها لديمومة وتحسين خدمة الماء والحفاظ على التجهيزات الهيدرو فلاحية، بادرت الوزارة إلى استدراك تعريفة الماء بالدوائر السقوية، وأنه "بفضل الحوار تم تجاوز حالة الاحتقان".