استقبل المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، الثلاثاء الماضي، جثة شاب في مقتبل العمر، يحمل في مختلف أنحاء جسده، آثار طعنات غائرة وغادرة بالسكين.وعلمت "المغربية" من مصادر أمنية، أن الضحية المدعو قيد حياته عبد الهادي (ب)، البالغ من العمر 23 سنة، يتحدر من دوار أولاد ساعد التابع لجماعة مولاي عبد الله، والخاضع للنفوذ الترابي لدائرة الجديدة، لقي مصرعه، ليلة الاثنين الماضي، أثناء نقله على متن سيارة إسعاف إلى مستشفى محمد الخامس بالجديدة. وأضافت المصادر ذاتها أنه جرى إيداع جثة الهالك بمصلحة المستعجلات، التي ظلت تتردد عليها، إلى حدود منتصف الليل، الضابطة القضائية لدى الدائرة الأمنية الثالثة بأمن الجديدة، التي كانت تؤمن مهام المداومة، وعناصر القسم القضائي الثالث، التابع للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة، وكذا، عناصر المركز القضائي لدى القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، الذين عاينوا الجثة، واستمعوا إلى إفادة والد الضحية. وفي تصريح خص به "المغربية"، أفاد والد الضحية أن ابنه، السادس ضمن أسرة فقيرة، عازب، مهنته بحري بميناء الصيد البحري بالجديدة، تلقى مابين السادسة والسابعة من ليلة الاثنين الماضي، سبع طعنات بالسكين، اثنتين في صدره، واثنتين في ظهره، واثنتين في عضوه التناسلي، وواحدة في كليته. وعلم بمصرعه، فور عودته من العمل، إذ يشتغل في البناء، كما كانت جثة ابنه مرمية في منطقة خلاء، على الطريق الرابطة بين دوار أولاد ساعد، ودوار بالجوار، ولم يشر الوالد المنكوب بأصابع الاتهام، إلى أي مشتبه به أو بهم، سيما أن الهالك كان يحظى، على حد شهادته، بأخلاق وعلاقات طيبة مع أقرانه، ومع أهل القبيلة، إلا أنه لم يستبعد أن تكون الجريمة نفذت بشكل مخطط له بإحكام، مع سبق الإصرار والترصد، سيما بالنظر إلى ظروفها وملابساتها، وبشاعة الطريقة التي ارتكبت بها. وإثر استكمال الإجراءات المسطرية، التي باشرها ليلا المحققون لدى المركز القضائي، بمستشفى محمد الخامس، رافقهم أب الضحية، إلى مقر القيادة الجهوية بالجديدة، للحصول على المزيد من المعلومات. وعلمت "المغربية" من المدعو محمد، صهر الهالك، أن المحققين انتقلوا في حدود العاشرة والنصف من ليلة الاثنين، إلى دوار أولاد ساعد، الذي اهتز على وقع الجريمة البشعة، حيث جرى، إثر تحريات أمنية، إيقاف ثلاثة أشخاص، يشتبه في تورطهم في النازلة، فيما مازال البحث جاريا في حق شريكين مفترضين آخرين، لاذا بالفرار، إلى خارج الدوار. وبتعليمات نيابية، جرى وضع المتهمين الثلاثة، تحت تدبير الحراسة النظرية، من أجل مباشرة البحث والتحريات. وحسب مصدر مقرب من البحث، فإن الضحية كان دخل في مشادة كلامية مع خمسة من أقرانه، تطورت إلى استعمال العنف، والرشق بالحجارة، ما حذا بأحد المعتدين إلى جلب سكين من منزل الأسرة بالدوار، التي سدد بها طعنات غادرة إلى الضحية. من جهة أخرى، اعتقلت المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، أخيرا، شخصا كان يوهم ضحاياه، من بينهم زوجته وأصهاره وأفراد أسرته، بتهجيرهم إلى الديار الإيطالية، مقابل مبالغ مالية، اختلفت قيمتها، حسب إمكانيات الراغبين في الهجرة إلى الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط. ويتعلق الأمر بالمدعو (ر)، من مواليد 1980 بالدار البيضاء، متزوج دون أبناء، كان يقيم بإيطاليا، وكانت الضابطة القضائية أحالته على العدالة، من أجل إصدار شيكات بدون رصيد. وكانت المصلحة الأمنية بالجديدة، تحركت، بناء على تعليمات نيابية مرجعية، تقضي بإجراء بحث في الشكايات، التي تلقتها النيابة العامة بمحكمة الدرجة الأولى بالجديدة، والاستماع إلى كل من وقع في الغلط، وضحية عمليات نصب واحتيال من طرف المشتكى به، وكذا الاستماع إلى شهادات الشهود. وفور استكمال إجراءات البحث والتحريات، أحالت المصلحة الأمنية، المشتبه به، في إطار مسطرة تلبسية، على وكيل الملك لدى محكمة الدرجة الأولى بالجديدة، من أجل النصب والاحتيال، وإصدار شيكات بدون رصيد.