جنحت سفينة للشحن في عرض الساحل الشاطئي لميناء الجرف الأصفر، قرب الجديدة، في الساعات الأولى من صبيحة أول أمس الثلاثاء. وعلم لدى السلطات المحلية أن سفينة تحمل العلم البانامي، وعلى متنها 21 بحارا فلبينيا، قدمت من سان بترسبورغ، بروسيا، ورست، في 19 دجنبر الماضي، بميناء الجرف الأصفر، قصد شحنها بالفوسفاط المخصص للتصدير. وعند منتصف ليل الاثنين الثلاثاء الماضي، تقطعت حبال الباخرة، التي كانت تؤمن توازنها لحظة توقفها في رصيف الفوسفاط. وعزت مصادر مطلعة ذلك إلى سوء أحوال الطقس، وهبوب رياح عاتية، وتساقطات مطرية قوية. ولم تكن السفينة شحنت، وقتها، سوى ب25 ألف طن من الفوسفاط، من أصل حمولتها الإجمالية، التي تبلغ 27 ألف طن. واضطر قبطان السفينة، التي يبلغ طولها 190 مترا، وعرضها 32 مترا، والتي كان على متنها 27 بحارا فلبينيا، لمغادرة الرصيف المخصص لها، بالجرف الأصفر، في اتجاه عرض الساحل، تفاديا لحدوث كارثة، من شأنها أن تتسبب في خسائر بشرية ومادية جسيمة بالميناء، الذي كان يغوص بالسفن، وبرجالات البحر. ورافقتها، من أجل توفير السلامة، سفينتان ظلتا تلازمانها، إلى أن ابتعدت عن الميناء بحوالي ميل ونصف، فتوقفت في عرض المحيط الأطلسي، في انتظار تحسن أحوال الطقس، التي لم تزدد إلا سوءا، إذ زاد ارتفاع الأمواج عن 6 أمتار، وهبت عواصف رعدية، فاقت سرعتها 100 متر، حسب مصادر مطلعة، ما تسبب في أعطاب ميكانيكية بمحركات السفينة، بما فيها المحرك الرئيسي، ما حذا بالقبطان لإلقاء فأس الرسو. وظلت السفينة تصارع أمواج البحر، والرياح العاتية، التي قذفت بها إلى الشاطئ الساحلي، على بعد أقل من 100 متر شمال ميناء الجرف الأصفر، وهوت مقدمتها إلى قعر البحر، حيث رست، في حدود الواحدة والنصف من صبيحة الثلاثاء الماضي، مباشرة على الصخر. وحسب مصدر مسؤول، فإنه أمكن تفادي وقوع كارثة بأعجوبة، لو أن السفينة صادفت في طريقها بواخر أو مراكب للصيد البحري، أو اصطدمت بالحاجز الإسمنتي الرئيسي. وفور وقوع الحادث، تعبأت سلطات الميناء، ووحدات الدرك الملكي، والأمن الوطني، والسلطات المحلية، وأنقذت ركاب السفينة الجانحة. ومازالت الباخرة البانامية تقبع في مياه المحيط الأطلسي، في انتظار إيفاد خبراء، مغاربة أو دوليين، لدراسة طريقة إخراجها من عمق البحر.