تسلل حدثان إلى سفينة للشحن، كانت متوقفة بميناء الدارالبيضاء، بهدف الهجرة السرية إلى إحدى دول الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط، لكنهما وجدا نفسيهما بميناء الجرف الأصفر، قرب مدينة الجديدة. وعلم لدى سلطات ميناء الدارالبيضاء أن قاصرين، من مواليد 1993، أحدهما مازال يتابع دراسته الإعدادية، والآخر يتابع تكوينا في الميكانيك، تسللا خلسة إلى ميناء العاصمة الاقتصادية، حيث ظلا ينتظران الفرصة للتسلل إلى إحدى البواخر المتوقفة بأرصفة الميناء، الأمر الذي تأتى لهما ليلا، وتسللا إلى سفينة تحمل العلم الفرنسي، تسمى "فيرسيل"، بعد أن وقع اختيارهما عليها. وكانت الباخرة قدمت من فرنسا، وأفرغت في الميناء شحنتها من مواد مستوردة. وبعد فترة توقف، غادرت الرصيف المخصص لها، يوم 5 يناير، في اتجاه ميناء الجرف الأصفر، الواقع على بعد 15 كيلومترا جنوبالجديدة، حيث كان مقررا أن تتوقف، لشحنها بالفوسفاط، المخصص للتصدير. وكان على متن السفينة الحدثان "الحاركان"، اللذان كانا يظنان أنها ستقلهم مباشرة إلى فرنسا، أو إلى إحدى الدول الأوروبية. واستمرت الرحلة زهاء 5 أيام، أحس خلالها القاصران، اللذان كانا يختبئان في حاوية، بالبرد، والجوع، إذ نفذت مؤونتهما من المواد الغذائية البسيطة، التي كانت تتشكل من حمص وتمر وماء، ما اضطرهما للخروج، وتسليم نفسيهما إلى قبطان السفينة، الذي ظل يحتفظ بهما، إلى أن رست "فيرسيل"، عصر أول أمس السبت، في ميناء الجرف الأصفر. وهرعت إلى المكان سلطات الميناء، من وحدات تابعة للدرك الملكي، والأمن الوطني، والأجهزة الأمنية الموازية، التي كان قبطان السفينة أشعرها، عبر جهاز اللاسلكي. وإثر تسلمها الحدثين، وضعتهما الضابطة القضائية لدى شرطة الحدود بالجرف الأصفر، تحت تدبير المراقبة القضائية، وأبلغت والديهما المقيمين بالدارالبيضاء. وسيجري الاستماع إليهما حول ظروف وملابسات النازلة، بحضور والديهما، لأنهما قاصران، قبل أن تحيلهما المصلحة الأمنية، في إطار مسطرة تلبسية، على وكيل الملك بمحكمة الدرجة الأولى بالجديدة، من أجل الهجرة السرية.