أحالت مصلحة الشرطة القضائية بالجديدة، على وكيل الملك لدى محكمة الدرجة الأولى بالمدينة نفسها، في إطار مسطرة تلبسية، مواطنا أجنبيا يتحدر من دولة سيراليون، متلبسا بمحاولة الهجرة السرية.مقر الأمن الإقليمي بالجديدة وأبانت التحريات أن المواطن السيراليوني، كان تسلل إلى المغرب، عبر الحدود الشرقية للمغرب، المشتركة مع الجارة الجزائر، قبل أن توقفه شرطة الحدود لدى مفوضية ميناء الجرف الأصفر، الأحد الماضي. وعلمت "المغربية" أن المواطن السيراليوني الموقوف، كان يهم بمغادرة التراب الوطني خلسة، في اتجاه إحدى دول ما وراء البحر الأبيض المتوسط، عبر سفينة أجنبية كانت ترسو بميناء الجرف، بعد أن استطاع تجاوز مدخله الرئيسي، الذي يخضع ليل- نهار، لمراقبة أمنية صارمة. ودخلت على الخط، في القضية، المصلحة الإقليمية للاستعلامات المهمة بأمن الجديدة، التي تسلمته من الشرطة الحدود، بموجب مسطرة جزئية مرجعية، وأخضعته لبحث إداري، قبل أن تسلمه للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، التي باشرت بحثا في النازلة. وتجدر الإشارة إلى أن عناصر فرقة الخيالة كانت أوقفت، أخيرا، مواطنين إفريقين يتحدران من جنوب الصحراء، كانا يتعاطيان التسول بشاطئ الجديدة. وفي سياق الهجرة السرية، علم لدى السلطات المحلية أن باخرة من الكونغو، محملة بقشرة الحبوب "النخالة"، كانت ترسو، أخيرا، في ميناء الجرف الأصفر، البعيد بحوالي 15 كيلومترا جنوبالجديدة. وعلى إثر عملية تفتيش روتينية استهدفت أماكن معزولة داخل السفينة، تفاجأ طاقمها بانبعاث رائحة كريهة، لينتهي الأمر باكتشاف جثة شاب زنجي، قدر مصدر مقرب من التحقيق، عمره بحوالي 34 سنة. وكانت الجثة في حالة تحلل متقدمة. وباستثناء ملابسه الرثة، التي كانت تغطي جسمه المتعفن، لم تكن بحوزة "الراكب" أو بالأحرى المهاجر السري، أي وثيقة ثبوتية، تحدد هويته وموطنه الأصلي، الذي لا يستبعد أن يكون منتميا للبلد الإفريقي، الذي انطلقت الباخرة من مياهه البحرية، أي بلد الكونغو، الذي كان علمه يرفرف فوق الباخرة. وأشعر قبطان السفينة الإفريقية السلطات الأمنية المغربية. وباشرت من ثمة الضابطة القضائية بمفوضية ميناء الجرف الأصفر، المعاينة والتحريات، على متن السفينة. وانتدبت سيارة للإسعاف نقلت جثة الهالك، إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس بالجديدة. وعلمت "المغربية" من مصدر طبي أن الوكيل العام بالمحكمة الاستئنافية بالجديدة، أحال الجثة المتحللة، على قسم الطبي الشرعي بالدارالبيضاء، لإخضاعها للتشريح. وكانت الضابطة القضائية، ومكتب استقبال الجثث بالمستشفى، أدرجا الإفريقي المجهول الهوية، في الوثائق الإدارية، بالإشارة إليه بميزة (س بن س)، وكذا بالعبارة التي تعادلها بالفرنسية (X بن X). إلى ذلك، لا يستبعد أن تكون وفاة الراكب السري، التي حصلت على متن الباخرة الكونغولية، بسبب معاناته من الجوع والبرد الشديدين، وكذا من المرض الذي يكون ألم به، خلال رحلة الموت. تجدر الإشارة إلى أن عاصمة دكالة، ومع حلول فصل الصيف، أصبحت تغص بالأفارقة السود من مختلف الجنسيات، الذين يوحدهم لون البشرة، والذين يتسللون إلى المغرب، عبر بعض منافذه البرية، وأحيانا حتى البحرية، بعد أن كانت عملية التسلل تكاد تقتصر على الحدود الشرقية للمملكة المغربية، مع الجارة الجزائر. وفي انتظار حلول اليوم "J"، وهو اليوم الذي يخوضون فيها من بعض مدن الشمال، الهجرة الكبرى بحرا، وعلى متن قوارب الموت، فإن الأفارقة المقيمين بطريقة غير شرعية بالجديدة، يعيشون على التسول، وجمع الفضلات من قمامات النفايات، وعلى اعتراض سبيل المارة، تحت التهديد بالعنف، ويتسكعون طيلة النهار في الشارع العام، ويقضون ليلهم في العراء، في ظروف لا إنسانية. وكانت مصالح أمن الجديدة، اعتقلت العشرات منهم، لتورطهم في قضايا النصب والاحتيال، ناهيك عن الهجرة السرية، والإقامة غير الشرعية.