تبحث عناصر الشرطة بالدارالبيضاء عن إسباني مقيم في المغرب، مازال في حالة فرار، في قضية ترتبط بمحاولة تهريب قرابة 3 أطنان من المخدرات على المستوى الدولي انطلاقا من ميناء الدارالبيضاء. الإسباني المبحوث عنه هو صاحب شركة للتصدير والاستيراد بالدارالبيضاء، أما انطلاق البحث عنه فقد جاء عقب إفشال جمارك ميناء المدينة، أول أمس الثلاثاء، لمحاولة تهريب 2974 كيلوغراما من مخدر الشيرا، كانت مدسوسة بإحكام وسط شحنة عبارة قطع آجر تقليدية في طريقها إلى التصدير نحو اسبانيا. وعلمت «المساء» من مصدر أمني بأنه جرى الاستماع إلى صاحب شركة للتعشير وشخص آخر ورد اسمه في وثائق التصريح لدى الجمارك، فيما يستمر البحث عن آخرين. وقال عبد الله عربان، المسؤول الجهوي عن مديرية الجمارك بميناء العاصمة الاقتصادية، إن اكتشاف الشحنة المحجوزة جاء عقب عملية تفتيش روتينية، مؤكدا، في تصريح ل«المساء»، أن المخدرات كانت معبأة بإحكام داخل 17 حاملة خشبية ( بلاكيت)، وأنها في ملكية إسباني حاول تهريبها إلى بلده عبر الميناء لكن فطنة الجمارك أحبطت العملية. مصدر جمركي قدر قيمة المخدرات المحجوزة بحوالي 20 مليون درهم، مضيفا أن الشحنة الأخيرة المصادرة من لدن جمارك الميناء مسجلة باسم شركة إسبانية ومعبأة بعناية في ألواح خشبية. وحسب المصدر ذاته، فإن نباهة أحد رجال الجمارك قادت إلى إحباط عملية تهريب المخدرات المحجوزة، فقد راودت الشكوك الجمركي أثناء تفحصه لأوراق الشحنة المعدة للتصدير، ولا سيما بعد أن تبين له أن السلعة المصرح بها هي عبارة عن قطع آجر تقليدية صنعت في منطقة «بوسكورة»، بينما هي مسجلة باسم شركة إسبانية للتصدير مقرها في بالدار البيضاء، مما حدا برجال الجمارك على إخضاعها للتفتيش ليتبين أن شحنة قطع الآجر هي عبارة عن مخدرات. وتعد الشحنة المحجوزة أول أمس الثانية من نوعها خلال هذا العام، ففي السابع من يناير الماضي صادرت جمارك الميناء شحنة أخرى تزن طنا و154 كيلوغراما من مخدر الحشيش، كانت بدورها معبأة داخل حاوية معدة للتصدير نحو مدينة فالنسيا الإسبانية. وهي عبارة عن 40 نافورة ل«الديكور». وفي شهر شتنبر الماضي، ضبطت جمارك الميناء شحنة أخرى تقدر ب279 كلغ من الحشيش داخل حاوية زليج، كانت قيد التصدير لفرنسا، وكانت وجهتها بالضبط مدينة تولوز. حسب مصادر جمركية، فإن المخدرات وضعت بإحكام داخل ألواح زليج بحجم 12 سنتمترا طولا و4 سنتمترات عرضا. وفي شهر ماي من عام 2007، حجزت جمارك ميناء المدينة 1042 كيلوغراما من مخدر الحشيش كانت مطمورة داخل قطع زليج تقليدية، كما حجزت أيضا في شهر أبريل من نفس السنة شحنة مخدرات أخرى تقدر ب7570 كيلوغراما كانت معدة للتصدير عبر ميناء المدينة. وحول ما إذا كان ميناء الدارالبيضاء يعد حاليا الوجهة الجديدة المفضلة لمهربي المخدرات، بعد اعتماد إجراءات تفتيش إلكترونية في ميناء طنجة، أعرب جمركي عن اعتقاده بأن تشديد المراقبة في ميناء طنجة باعتماد «السكانير» دفع بمهربي المخدرات إلى تنويع المعابر التي يعتقدون أن مخدراتهم ستخرج منها دون مراقبة، مضيفا أن ميناء الدارالبيضاء يتوفر بدوره على»سكانير»، لكن يبدو أنه صار المفضل لدى بعض مهربي المخدرات بعد تضييق الخناق عليهم في طنجة.